أصبحت الدراسة في هذه الأيام أمراً أساسياً لا بدّ منه بغض النظر عن التوجهات التي نتجّه إليها، فعلى أقل تقدير يحتاج الناس إلى الالتحاق بالمدرسة وإكمالها حتى المرحلة الثانوية من أجل الحصول على معلومات كافية في الحياة تؤهله فيما بعد إلى التوجه إلى مجال العمل أو التخصص الذي يرغب بدراسته والإكمال فيه إن كان توجهاً أكاديمياً أو توجهاً مهنياً، وبغض النظر عن الميول للشخص ومستواه من الناحية الأكاديمية فلا بد أن يعاني الجميع من الكثير من المشاكل وعيوب خلال المراحل الدراسية والتي تكمن معظمها في صعوبات الدراسة التي تواجه العديد من الأشخاص وعدم معرفتهم لطريقة مذاكرة الدروس بالشكل الصحيح، وفي هذا المقال سنستعرض أبرز الملاحظات التي يجب القيام بها من أجل مذاكرة الدروس بشكل صحيح ليس فقط من أجل النجاح في الامتحانات بل من أجل الاستفادة من المواد في الحياة العملية أيضاً.
فمن أهم الأمور التي يجب القيام بها من أجل الدراسة بالشكل الصحيح هو مذاكرة الدروس أولاً بأول وعدم تأجيلها إلى يوم الامتحان، فإنّ تراكم المواد يؤدي إلى صعوبة دراستها واستيعابها بشكل صحيح وبالتالي الاستفادة منها إلى الحدّ الأقصى فعند تأجيل الدروس إلى يوم الامتحان تصبح الدراسة من أجل النجاح في الامتحان فقط والذي في العادة لا تحصل فيه على علامة متفوقة وخاصة في المراحل الدراسية المتقدمة، كما أنّه من المهم جداً وخاصة في المراحل الجامعية الانتباه إلى المحاضر بشكل جيد أثناء الدرس مع أخذ الملاحظات على الدوام، ففي العادة لن تجد من يستطيع أن يقوم بتدريس المادة بالشكل الصحيح خارج القاعة الصفية كما أنّ دراسة المادة لوحدك لا تجلب المنافع ذاتها التي يعطيك المحاضر إياها وذلك بسب الخبرة الكبيرة التي تكون لدى المعلم وقدرته على إجابة التساؤلات التي قد تطرأ في ذهنك، بالإضافة إلى إضاعة الوقت الكبيرة التي تحصل في حال مذاكرة الدروس لوحدك وعدم الانتباه في القاعة الصفية وأخذ الملاحظات.
كما أنّه من المهم القيام بالمذاكرة في جو هادئ ومريح بعيداً عن الإزعاج وأي نوع من أنواع الإلهاء كالهاتف أو التلفاز، ففي العادة يقوم العديدون بالمذاكرة لفترات طويلة جداً إلّا أنهم يشتكون من عدم قدرتهم على حفظ الدروس أو النجاح في الامتحان وذلك لأنهم يقومون بالانشغال بأمور أخرى أثناء عملية الدراسة ولا يقومون بالدراسة بشكل فعلي، ما أنّ عملية المراجعة تعتبر من الأمور التي تزيد من التركيز بشكل كبير وتزيد من فاعلية الدراسة فمن الممكن بعد دراسة أي درس إغلاق الكتاب ومحاولة شرحه كأنك تلعب دور المعلم فكما قال آينشتاين: "إذا لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره 6 أعوام فأنت نفسك لم تفهمها بعد!".