التنفّس هو عمليّة حيويّة تقوم بها جميع الكائنات الحيّة تحصل من خلالها الأجسام على غاز الأكسجين في مقابل طرح غاز ثاني أكسيد الكربون و تعتبر عمليّة التنفّس هي العمليّة الأهم لضمان استمراريّة حياة الكائن الحي .
و الكائنات الحيّة على وجه الأرض مختلفةو متعدّدة فمنها من يمتلك أجهزة مخصّصة للتنفّس مثل الإنسان و منها من لا يملك تلك الأجهزة مثل النّباتات و منها الكائنات وحيدة الخليّة التي تتعامل مع الأكسجين عبر خليّة واحدة و من الكائنات الحيّة من تتنوّع أساليب تنفّسه تبعاً للبيئة التي يعيش فيها مثل الضفدع الذي يتنفّس عبر الخياشيم في صغره و يتحوّل إلى التنفّس عبر الرّئتين عند البلوغ إلّا أنّه يتنفّس عبر الجلد في حال دخوله وسط مائي .
و التنفّس لدى النّباتات مختلف قليلاً عن باقي الكائنات الحيّة فالنّباتات تقوم بعمليّة البناء الضوئي في النّهار حيث تعمل على أخذ غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو و استعماله لأغراض yعداد الغذاء (السّكر ) و تطرح غاز الأكسجين في الجو .
و تتزامن عمليّة البناء الضوئي مع تنفّس النّباتات الذي تأخذ فيه النّباتات الأكسجين من الجو و تحوّله إلى غاز ثاني أكسيد الكربون إلا أنّ عمليّة البناء الضّوئي تتّصف بالسّرعة أكثر من عمليّة التنفّس لدى النّباتات .
و تتنوّع النّباتات في موقع نموّها إلى النّباتات التي تنمو على اليابسة و النّباتات المائيّة .
و النّباتات المائيّة هي نوع من النّباتات الذي يحتاج نموّه إلى وجوده بالقرب من الأوساط المائيّة أو داخلها فمنها من تغمر جذوره فقط بالمياه و منها من تغمر جذوره و سيقانه بالمياه و منها من يغمر بصورة كاملة في المياه و يلعب عمق الماء دوراً مهمّاً بالنسبة للنّباتات المائيّة لأنّه مرتبط بكميّة الضّوء التي يمكن أن تصل إلى النّبات و من مميّزات النّباتات المائيّة الأوراق المسطّحة و السّيقان الرّفيعة و القصيرة و منها من تميل أوراقه لفقدان اللّون (شفّافة) .
و السؤال الآن كيف تتنفّس النّبتات المائيّة المغمورة بصورة كاملة في المياه ؟ تتّبع النّباتات المائيّة أسلوب التنفّس بالإنتشار للحصول على الأكسجين و هو انتقال الغاز من الأكثر تركيز إلى الأقل تركيز و يساعدها في عمليّة التنفّس تعرّض غالبية سطح النّبات للمياه من ما يمكن الخلايا من مبادلة الغازات و الحصول على الأكسجين المذاب في المياه و لا يقتصر التنفّس في النّباتات المائيّة على الأوراق و إنّما تقوم السّيقان و الجذور بعمليّة المبادلة هذه للحصول على الأكسجين الموجود في المياه التي تعيش فيها .
و لفهم مبدأ التنفّس لدى النّباتات المائيّة يمكن الإستعانة بالطّحالب و هي نباتات تنمو في الأوساط المائيّة و تتميّز برقّتها – سماكة بسيطه جداً – و نموّها لارتفاعات قد تصل إلى 100 متر و في الطحالب تكون مساحة سطح ورقة الطّحلب كبيرة و جميعها معرّضة للماء من كل الجوانب من ما يضمن أكبر ملامسة للمياه و أكبر عمليّة تبادل للغازات .