نستخدم في إعداد طعامنا أنواعاً كثيرة ومتنوّعة من الّتوابل والبهارات، والتي لها أثر بالغ في إعطاء الأكل طعماً مختلفاً ولذيذاً، ويختلف باختلاف الطّعم الذي نريده. جوز الطيب إحدى هذه التّوابل التي تضاف للطّعام. فتعرف ما هو جوز الطيب؟ ولماذا كان هنام اختلاف بين علماء المسلمين على جواز استخدامه في الطعام وعدمه؟ وما في فوائده؟
جوز الطّيب هي شجرة يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار تقريباً أو ما يزيد، خضراء دائماً، وجنسها يتبع للفصيلة الطيبيّة، وتسمّى في العراق "جوزبوا". ثمارها تشبه الإجاص في الشكّل، وعندما ينضخ غلاف هذه الثمرة يتحوّل لغلاف صلب يحتاج للكسر. وتزرع بكثرة في الأماكن الإستوائية ودرجات الحرارة العالية، وفي الهند، وفي إندونيسيا، وفي سيريلانكا.
وقد عرفت ثمرة جوز الطيب منذ قديم الزّمن، واستخدموها كنوع من التّوابل، والفراعنة اكتشفوا سرّها في العلاج، فاستخدموها كدواء لمشاكل وعيوب المعدة. أمّا في عصرنا الحالي، فإنّ جوز الطيب تباع في محلّات العطّارين في غلافها السّميك وقشرتها القاسية، وذلك لأنّ هذه القشرة هي التي تحافظ على رائحتها ونكهتها القويّة. ولا تؤكل جوزة الطيب لوحدها، وإنّما تبشر وتضاف للأكل كنوع من التّوابل في الكثير من الوصفات، خاصّة التي تحتوي على طريقة البشاميل والكريما المطبوخة، وقد اشتهر الهنود في استخدامها الكثير في وصفاتهم التي تحتوي على الأنواع القويّة والعطريّة من التّوابل.
لثمار جوز الطيب فوائد كثيرة، منها أنّها تستخدم كمسكّن للآلام والإلتهابات، كما أنّه يعمل على تحفيز الجهاز الهضمي والمعدة لإفراز العصارات التي تساعد في عمليّة الهضم. كما تعمل ثمار جوز الطيب على تخليص الجسم من السّموم، حيث أنّه منشّط عام لصحّة الجسم، لا سيّما الكبد والكلى؛ فهو يخلّص الجسم من آثار الكحول والمخدّرات، ومن آثار السموم الطبيعية الأخرى، كما أنّه يساعد في إذابة الحصى المتكوّنة في الكليتين. لجوز الطّيب آثر كبير في زيادة نشاط الدّماغ أيضاً، حيث أنّه يزيد تحفيزه وينشّط عمله، وهذا قد يقيه من الإصابة بالزهايمر. وكما قلنا، فإنّ المصريين الفراعنة أوّل ما استخدموا جوز الطيب، استخدموه لعلاج و دواء مشاكل وعيوب المعدة، كالإمساك، والغازات، والإنتفاخات، وغيرها.
كما أنّ جوز الطيب استخدم في طبّ الأسنان، حيث أنّه يعمل على تخليص الفم من رائحته الكريهة، ولذلك فإنّه يضاف في تصنيع بعض معاجين الأسنان، وهو مسكّن كذلك لآلام الأسنان واللّثة. وبالنسبة للدور الجمالي لجوز الطيب، فإنّه يستخدم في صنع ماسكات حب الشّباب، حيث أنّ إضافة مسحوقه إلى العدس يساعد في التخلّص من آثار حبّ الشباب والرؤوس السوداء. وكذلك فهو فعّال في إضافة النضارة للوجه، حيث أنّه يساعد في التخلّص من مشكلة الأرق وعدم النّوم وما ينتج عنها من انتفاخات تحت العيون.
على الرّغم من فوائده الكثيرة، إلّا أنّه يجب الحذر من الإكثار من هذه الثمرة. حيث أنّ إضافة كميّة كبيرة منه للطّعام قد تسبّب الهلوسة، وقد تنتهي بالموت حتّى لو كانت كميّة قليلة منه. وقد أجازت جماعة من العلماء المسلمين استخدام القليل القليل منها في الطّعام، ولكنّ الأغلبيّة أجمعت على تحريمها إن كانت توصل الإنسان لحالة السكر.