سؤال يراودنا في أغلب الأوقات، يتردد هذا السؤال إلى أذهاننا خصوصا إذا كنا مدعون إلى مناسبة ما كحفل زفاف مثلا ، أو عشاء عمل في إحدى الفنادق أو إذا ذهبنا إلى أحد المطاعم الذي يقوم بتقديم الطعام على شكل بوفيهات مفتوحة. كثيرا ما نسأل نفسنا ما هذا الكم الهائل من الطعام؟! تعرف ما هو مصير هذا الطعام الفائض؟.
ليس فقط عندما نذهب إلى أحد الفنادق أو المطاعم، أيضا في بيوتنا فكم مرة قمنا بعمل عزيمة ندعو فيها العائلة أو الأصدقاء و قمنا بعمل العديد من أنواع الطعام؟ و كم مرة في بيوتنا قمنا بإعداد الطعام و كانت الكمية التي قمنا بإعدادها فائضة عن حاجتنا؟! دعونا أعزائي القراء نتعرف معا على مصير هذه البقايا ودعونا نكتشف بعض الطرق ووسائل التي بإمكانها التخفيف وانقاص من حدة الانتهاء والتخلص من بقايا الطعام.
بقايا الطعام: بقايا الطعام هي الكمية الزائدة من الطعام المعد والتي تزيد عن حاجة الشخص، فبقايا الطعام في المنزل هي ما يزيد عن حاجة أشخاص العائلة فعند الشعور بالشبع يتوقف الشخص عن الطعام و بالتالي لا يستطيع إكمال ما تبقى من هذا الطعام. أما بقايا الطعام في المطاعم و الفنادق، فهي الكميات التي تزيد عن حاجة الأفراد المتواجدون في المطعم، حيث أن المطاعم تقوم بإعداد كميات أكبر حتى تضمن كفاية الكميات المقدمة من الطعام.
على سبيل المثال هنااك عملية حسابية صغيرة يقوم بها المسؤول عن إعداد الطعام في المطعم ، حيث يفترض أن كل شخص يحتاج إلى كوب ونصف من الأرز و إلى ربع كيلوغرام إلى نصف كيلوغرام من اللحمة و إلى أربعة قطع من الحلوى و هكذا ..و بالتالي تنتج كميات هائلة جدا تزيد عن حاجة الأشخاص المتواجدون.
فمثلا إذا كان هناك 100 شخص متواجد و يرغب في تناول الطعام من البوفيه المفتوح، فعلى هذه الحسبة سوف يقومون بعمل 200 كوب من الأرز و من الممكن أن يأكل الشخص الواحد ما مقداره 10 ملاعق وذلك بسبب توفر أصناف أخرى من الطعام يرغب في تذوقها. فتخيلوا معي كم سوف يزيد من الطعام من كل صنف !!.
تعرف ما هو مصير بقايا الطعام؟ يوجد العديد من العائلات التي تقوم بإعادة تخزين ما تبقى من الطعام و حفظها تحت درجات حرارة مناسبة حتى لا تفسد و بالتالي يمكن إعادة تسخينها و أكلها من جديد. و لكن على الجانب االآخر يوجد عدد من الأسر و العائلات التي لا ترغب في حفظ ما تبقى من طعام وذلك لعدم رغبتها في تناول طعام ليس طازج أو لخوفها من تلف هذه الأطعمة. كما تقوم بعض الأسر بتوزيع هذه الأطعمة المتبقية على الأسر المحتاجة. أما على مصير الطعام في الفنادق فإن العديد من المطاعم والفنادق تقوم برمي هذه الأطعمة بالقمامة وذلك بسبب عدم توافر طرق ووسائل لتوزيع ما تبقى من طعام على الأسر المحتاجة أو بسبب سياسات المطعم و التي تمنع توزيع الأطعمة لما هى اسباب صحية خوفا من تلفها أثناء عملية التوزيع .
طرق ووسائل المحافظة على بقايا الطعام: يمكن المحافظة على بقايا الطعام عن طريق تجميدها و إعادة تسخينها و لكن يجب توخي الحذر عند فعل هذه العملية و التأكد من سلامة الأغذية.
وهنا بعض النصائح المرتبطة بنوعيات الأطعمة المختلفة:
الارز: من الممكن ان يحتوي الأرز على بكتريا لا يمكن التخلص منها بالتسخين غير ان التبريد يحول دون نموها.
اللحم والدجاج والسمك والبيض: تكون اللحوم والدواجن مجمدة وبالتالي بعد أن يذوب الجليد عنها لا يجوز إعادة تجميدها فيجب طهيها فورا. أما عن البيض فإذا كان مكسور فيجب إستخدامه خلال ساعات حتى لا يتلف.
اليخنة والخضار المطبوخة: لا تشكل خطراً إذ يمكن إعادة تسخينها في اليوم التالي فهي تعتبر آمنة. ومن الضروري إتباع الطريقة المعروفة في تجميد الاطعمة و هي عدم وضعها و هي ساخنة في الثلاجة، يجب علينا الإنتظار حتى تبرد ثم وضعها في الثلاجة.
كما و يمكن الإستفادة من بقايا الطعام باستخدامها بطرق ووسائل مختلفة و هنا بعض الأمثلة:
1. الإستفادة من بقايا الخضار في صنع حساء الخضار.
2. الإستفادة من بقايا اللحم بعمل طبخة صغيرة و سريعة مثل اللحم مع البيض.
3. يمكن الإحتفاظ بقشر الليمون بعد عصره كمطهر لليدين إذ يخلص اليدين من رائحة الطعام العالقة.
4. يمكن الإستفادة من بقايا القهوة في وضعها على الأواني قبل غسلها ليتم الانتهاء والتخلص من الروائح العالقة.
نصائح لعدم رمي بقايا الطعام:
يمكنك عزيزي القاريء إذا كان لديك مناسبة ما أو عزيمة في بيتك أن تأخذ ما يفيض من هذا الطعام و توصله إلى الجمعيات الخيرية أو الجمعيات المسؤولة عن إعادة توزيع مثل هذه الأغذية والتي تعرف باسم مؤسسات أو جمعيات بنك الطعام. و يمكن لمديري الفنادق التنسيق مع هذه الجمعيات حتى يتم إيصال ما يتبقى من الأطعمة إلى الأسر الأكثر حاجة إليها مع ضمان مراعاة السلامة في حفظها و تخزينها و توزيعها. وهكذا أعزائي القراء لا نشعر بذنب رمي الطعام و ما اجمل وافضل أن تأكل و تطعم غيرك و نعيش بمجتمع خالي من الجوع.!