يعتبر معبد الكرنك الموجود في مدينة الأقصر في جمهوريّة مصر العربيّة ، أكبر معبدٍ في العالم بل هو أعظمها تاريخياً ، ويعتبر أهمّ معلمٍ سياحيٍّ في مصر لما له من شهرة عالميّة ، واشترك في بنائه عدد كثير من البنائين ، وهو عبارة عن مجموعة من المعابد ، وهو خاص بالإله أمون ، حيث بدأ ببنائه الفرعون ستي الأوّل ، من الأسرة الحادية عشرة ، في مدينة طيبة الجزء الشمالي منها ، حيث كانت هذه المدينة قديماً مركز الديانة المصرية ، وقد أتمّ البناء رمسيس الثّاني ، إضافة لمعابد استمر في بنائها إلى القرون الميلادية الأولى .
ومن أسوار مصنوعة من اللبن والطوب ، تُحاط هذه المعابد ، بشكل تماثيل مرصوصة بين بعضها البعض مشكلة ممرات محيطة لأبي الهول .
إن مساحة المعبد 140 متراً مربعاً ، ونجد فيه قاعةً شديدة الضخامة وفيها سقف محمّل على أعمدة يبلغ عددها 122 عموداً ، وأمّا ارتفاعها فهو أعلى من 21 متراً ، مصفوفة على 9 صفوفٍ ، وفيها مسلاّت عديدة وبوابات عملاقة ، ومزيّنة أعمدتها بنقوشٍ بارزةٍ .
استمرت أعمال البناء والتشيّيد لهذا المعبد ما يقرب من 1500 عامٍ ، وقد أطلق عليه اسم الكرنك بعد الفتح الإسلامي ، حيث تعني هذه الكلمة ( الحصن ) أو ( المكان الحصين ) ، وقد أتت التسمية من كون طريق مدخله مصطفة فيه تماثيل لحيواناتٍ تعتبر عند الفراعنة رمزاً للقوة .
وكان الهدف من تشييده أن يكون داراً لـ ( ثالوث طيبة المقدّس ) ، والذي هو مكوّن من ( الإله أمون ) والذي يعني اسمه ( المخفي ) ، وزوجة الإله واسمها ( موت ) ويعني اسمها ( الأم ) ، وابن الإله ( خون سو ) ويعني اسمه ( إله القمر ) ، والذي يعتقد بأنّه كان يعبر السماء ، وكان المقر الأصلي هو هذا معبد الكرنك ، ولكن رأى الملك امنحوتب الثالث وهو من الأسرة الثامنة عشرة ، أن يشيد معبداً جديداً لتستريح الآلة فيه ، فقام ببناء معبد الأقصر .
وبذلك صار قصر أمون هو معبد الكرنك ، أمّ المعبد فهو في الأقصر ، حيث ينزل فيه مع عائلته لتمضية فترة الاستجمام والراحة في كل عام وفق موعد محدّد . شارك في بناء هذا المعبد وفي توسيعه وترميمه ، كلّ من ( توت عنخ أمون ، حور محب ، سيتي الأول ، رمسيس الثاني ، امنحوتب الثالث ) .