نهى الله عز وجل عن السّحر ، وأمر الإسلام بقتل الساحر حتى وإن تاب ، لعظم شره والنتائج الوخيمة جراء سحره ، وإن السّحر يختلف اختلافاً عظيماً عن ألعاب الخفة التي يمارسها مهرة السيرك مثلاً ، وهنا جاءت التسمية الحديثة للنوع الأول من السّحر ، بالسّحر الأسود ، مع أن السّحر سحر في نهاية الأمر ويختلف عن باقي مهارات خفة اليدين ، فتعرف ما هو السّحر ؟ وكيف يقوم الساحر بعمل السّحر ؟
إن تعريف ومعنى السحر وبكلمات وعبارات قليلة ، هو التعامل مع الشيطان ، وأعوانه ، وذلك بعد أن يقوم الساحر بتقديم كافة وسائل وطقوس الطاعة والخدمة لإبليس وحزبه ، وهي طقوس يقشعر لها البدن ويرفضها العقل السليم ، ويرفضها كذلك الذوق القويم ، يقوم بعدها الشيطان بتسيير أمور خارقة للطبيعة لذلك الساحر ، وهي في مجملها تشكل وبالاً على المسحور وعلى السّاحر كذلك فيما بعد ، ألم يقل الشيطان لرب العزّة : وعزّتك وجلالك لأغوينّهم أجمعين " ، " ولأقعدنّ لهم صراطك المستقيم " ، فردّ عليه ذو الجلال والإكرام بقوله جلّ من قائل : " إلا ّعبادي الصالحين " ، فالسّاحر إنسان تجرد من الصّلاح ، وباع دينه وعقله وضميره وروحه للشيطان وحزبه . فكيف يعمل الساحر سحره ؟
أولا ً: لكل مادة وموضوع في الحياة ، ألغازه وطلاسمه ، فلزرع الشقاق ما بين الزوجين ، يقوم الساحر ظاهرياً ، بكتابة حجاب ما ، بكلمات وعبارات وطلاسم معينة وغير مفهومة ، وربما طلب بخوراً من نوع ما ، أو طلب دماً بشرياً ، أو طالب الذي يريد السحر عنده بأشياء كفريّة لا أخلاقيّة ومنزوعة الإنسانيّة ، ولأن طالب السحر قد تخلّى هو أيضا عن الخطوط الحمراء دينيّاً وإنسانيّاً وأخلاقيّاً بلجوئه للسحرة لتحقيق هدف دنيوي وهو يعلم أن ما يقوم به حرام ، فسنرى أن قابليّته واستعداده لتنفيذ أوامر الساحر حرفيّاً مهما تخلّلها الإجرام والهمجيّة والفجور ، بعد ذلك ، أو في حقيقة الأمر يقوم الشيطان أو أحد أعوانه بتنفيذ طلب الساحر الأخلاقي ، من تطليق أو نزع البركة عن أحدهم أو تضييق الرّزق عليه أو إصابته بالمرض أو أية مصيبة أخرى ، ولكن لا سلطان لا للشيطان ولا للساحر على العبد الصالح المؤمن ، وحتى وإن تأثّر العبد الصالح بشكل أو بآخر بهذا السّحر فتكفي آية من القرآن لإزالة أثره الشيطاني والتخلّص منه .
لا تتعلم كيفيّة عمل السحر ، لأنك لو عرفت كيف ؟ فستكون ساحراً ، وخارجاً من رحمة الله ، تعلّم كيف تتجنب تأثير ونتائج السحر عليك فقط .