يشهد التاريخ نهوض عهود وحضارات وسقوط أخرى، وبانتهاء عهد الخلفاء الراشدين وظهور الأمويين توالت الأحداث على الدولة الإسلامية، ويتبيّن لمتتبع الحضارة الإسلاميّة ظهور العصر العباسي أبان سقوط الأمويين لتظهر الدولة الفاطمية بعد ذلك، ولتتوالى بعد ذلك مجموعة من العهود الإسلامية متضمنة العهد السلجوقي والعهد الزنكي والأيوبي، لنشهد بعدها ظهور الدولة المملوكية والتي بسقوطها وضعفها ظهرت الدولة العثمانية التي اتسعت أركانها بشكل كبير، وامتدّت رقعتها لتشمل مساحات شاسعة.
نشأة الدولة العثمانية
يعود نسب العثمانيين إلى إحدى القبائل التركية، التي هاجرت من مناطق أواسط آسيا إلى إيران، ثم انتقلوا إلى الأناضول فأنشؤوا إمارة صغيرة، ونجد بذلك أن الدولة العثمانية نشأت في نفس الوقت الذي كان العهد السلجوقي فيه لا يزال قائماَ، ومع ضعف الدولة البيزنطية في الحضارة الأوروبية تشجع العثمانيون على التوسع ليتحقّق الاستقلال في عهد السلطان عثمان بن أرطغرل.
اتساع الدولة العثمانية
اتّخذ أورخان ابن السلطان عثمان أرطغرل مدينة بورصة عاصمة للدولة، ولكن بعد استيلاء السلطان محمد على إسطنبول تم إقرارها لتكون العاصمة النهائية للدولة العثمانية في القرن الخامس عشر، وقد قام العثمانيون بالقضاء على الدولة البيزنطية بالكامل وأخذوا أملاكها، وكما قضوا على المماليك المتواجدين في كلٍّ من مصر والشام والحجاز، وكما سيطر العثمانيون على الجزائر وتونس وسيطروا على منطقة ليبيا وبغداد.
لم يكتفِ العثمانيون بذلك وتوجهوا في توسعهم اتجاه أوروبا ليضموا مجموعةً من المناطق مثل بلغاريا وهنغاريا ويوغسلافيا وكذلك اليونان وروسيا لتصبح الدولة العثمانية أوسع وأقوى دولة في العالم.
انهيار الدولة العثمانية
ككل دولة لا بد لها أن تمرّ بمراحل فتشهد فترة نمو وفترة قوى بعد ذلك تكون هنالك حالة من الاستقرار أو الانهيار، وبعد وصول الدولة العثمانية لعظمتها واعتبارها الأوسع والأقوى قامت الدول الأوروبية بتحالف ضدّها لتشن هجوم آخر مما ساعد في سقوط الدولة وخاصة مع كل العوامل الأخرى التي تعاني منها الدولة داخلياً والتي ساعدت على انهيارها، ومنها انتشار الاستبداد بشكل كبير، وانهيار اقتصاد الدولة ممّا أدّى إلى فرض الضرائب على الشعب، وساعد في إثارة الاستياء الداخلي بشكل كبير، وظهور الاعتراضات الداخلية مع خروج الجيش الانكشاري عن سيطرة الدولة بالإضافة إلى ابتعاد العثمانيين عن الإسلام واهتمامها بقشور الأمور.
ومع فشل العثمانيين بالاستيلاء على عاصمة النمسا توالت الهزائم على الدولة، فانفصلت أملاكها واحدةً تلو أخرى، ممّا أدّى إلى انهيار الدولة وسقوطها، وفي الحرب العالمية الأولى كانت نهاية الدولة العثمانية؛ إذ فقدت الدولة العثمانية جميع أملاكها وتحولت إلى جمهوية تركية.