الدولة العثمانيّة
هي واحدة الخلافات الإسلاميّة، أسّسها السلطان عثمان بن أرطغرل في السابع والعشرين من تموز لعام ألفٍ ومئتين وتسعٍ وتسعين، واستمرت ستمئة سنة، وشملت تسعة وعشرين ولاية، بمساحة تقرب المليون وثمانمئة ألف كيلو مترٍ مربع، فشملت جميع أراضي آسيا الصغرى، ومعظم قارة إفريقيا، وغالبية شرق وجنوب أوروبا، بالإضافة إلى السيادة الاسمية للعديد من المناطق في قارة أوروبا، واتخذت عدّة عواصم لها كان أولها القسطنطينيّة، ومن ثم اسطنبول، وتليها بورصة، وسوغورت، وآخرها أدرنة، واتبعت الحكم الملكي المطلق، ولكن في وقت لاحق تحوّل النظام لملكي دستوري، إلى أن سقطت في عام ألفٍ وتسعمئة وثلاثة وعشرين للميلاد.
ما هى اسباب سقوط الدولة العثمانيّة
على الرغم من القوة والنفوذ والتوسع الكبير الذي شهدته الدولة العثمانيّة إلا أنّها انتهت، ويمكن تلخيص الما هى اسباب وراء سقوطها بسنة الله في الشعوب، وهي أنّ مخالفة أمر الله تؤدي إلى الضعف والهوان في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: (ذلك بأنّ الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). (الأنفال:53) فالدولة العثمانيّة بدأت صغيرة، ولمّا كان السلاطين يخافون الله وينتهجون نهج نبيه عليه السلام، أيدّهم الله، ومكنّهم في الأرض، ولكنّ السلاطين اللاحقين تخلوا عن هذا المنهج فحرمهم الله توفيقه، ومن هذه المظاهر:
- الحكم بغير ما أمر الله، فيفترض بالمؤمن الحكم بما جاء في كتاب الله وسنة نبيّه، ولكنّ الدولة العثمانيّة وتحت ضغوط غربية أقامت دستوراً للحكم فيه مخالفة.
- انغماس السلاطين بالملذات، وترف الحياة، والشموخ، والاستعلاء في الأرض، فلم يعودوا يقودون الجيوش، بل سملوها لأمراء غير كفء، وتزوجوا من الأجنبيات اللواتي بدأن التلاعب بمشاعرهم لصالح دولهن الأصليّة.
- التبلد الروحي، فما عاد هناك من ينهى عن المنكر، ويأمر بالمعروف، فانتشرت الفتن، وانتهكت الأعراض، ونهبت الأموال، ممّا أجج العداوة والبغضاء بين الناس.
- مخالفة أمر الله بالولاء للمؤمنين والبراء من المشركين، فقد انبهرت الدولة العثمانية بدول الغرب، وأنشأت معها التحالفات، واستدانت منها الأموال، وشاركتها في الحرب العالميّة الثانيّة بغير الهدف الذي يشارك المسلمون به الحرب، فالمسملون يحاربون من أجل إعلاء اسم الله، قال تعالى :(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) (آل عمران28).
- الحروب الصليبيّة، فقد أصبحت الدولة العثمانية بعد ضعفها مطمعاً للدول الغربيّة فبدؤوا يتطاولون عليها، ويرسلون إليها الحملات العسكريّة للسيطرة عليها.
- اكتفاء السلاطين بالخراج من الدول المفتوحة، دون العمل على نشر الإسلام فيها بتوضيحه للناس وذكر مثالبه والدعوة إليه، ممّا جعل سكانها لا يسلمون، ولا يعطون ولائهم للعثمانيين.
- الامتيازات التي منحها السلاطين للدول الأجنبيّة، ولسكانها في الدولة الإسلاميّة، كإبرام اتفاقيّات تسمح للإيطاليين، والفرنسيين، والإنجليز الإبحار في قناة السويس دون ضرائب، وتحت حماية فرنسيّة، وبالرغم من أنّ هذا القرار كان بظّن السلاطين اتفاقية يمكن إلغاؤها متى أرادوا، ولكنّها أصبحت أشبه بالحق للدول الغربيّة خاصّة مع ضعف الدولة العثمانيّة.