تعتبر معركة الكرامة من أبرز المعارك الفاصلة التي خاضها الشعب الفلسطينيّ في ثورته الحديثة، ولا يمكن أن يمرّ العابر على تاريخ فلسطين النضاليّ دون المرور بهذه المرحلة المفصليّة وبأهدافها وأحداثها ومجرياتها، ونظراً لأهميّتها اخترنا أن نتحدّث عنها بشكل مفصّل في مقالنا هذا.
معركة الكرامة
هي المعركة التي خاضها الجيش الأردنيّ والمجاهدين والفدائيين الفلسطينيين؛ للتصدّي للاحتلال الصهيونيّ وجيشه والوقوف في وجه الأهداف الصهيونيّة التي تسعى بشكل رئيسيّ إلى القضاء على المقاومة الفلسطينيّة والعمل الفدائيّ والثوريّ، والانتقام من الشعب والجيش الأردنيّ على مساندتهم للقضيّة الفلسطينيّة وللشعب الفلسطينيّ خلال رحلة كفاحه، وخاصّة بسبب الاشتباكات المستمرّة بين الطرفين على طول حدود الجبهة الأردنيّة، كما كان يطمع الاحتلال الصهيونيّ بفرض غطرسته على مرتفعات السلط الأردنيّة والعمل على تحويلها إلى طوق أمني لتقوية وتنمية سيطرتها كما فعلت في الأراضي اللبنانيّة، حيث وقعت هذه المعركة سنة 1968م أي بعد النكسة عام 1967م التي هُزم فيها العرب، وقد قاد الجانب الصهيونيّ وزير الدفاع موشيه ديان، وقد أطلق عليها هذا الاسم نظراً لوقوعها على أرض بلدة الكرامة الأردنيّة وتحديداً في مخيّم الكرامة الواقعة في منطقة الأغوار على الجهة الشرقيّة لنهر الأردن.
مجريات المعركة
الجانب الإسرائيليّ
قامت القوات الصهيونيّة بحشد قواها وتنفيذ أوامر وزير الدفاع الصهيونيّ المتمثّلة في القضاء على قوّة العرب المتمثّلة بالفلسطينيين والأردنيين، وتكوّنت هذه القوّة من أربعة ألوية، و35 مظليّة، و80 جنديّ من المشاة، تدعمهم وحدات المدفعيّات الضخمة، ووحدات عسكريّة جويّة، وقد بلغ عدد القوات الصهيونيّة حوالي 15000 جندي.
الجانب العربي
تمثّلت قوّة الفدائيين الفلسطينيين بالمدافعين من حركة فتح، حيث خصّصت الحركة وحدات خاصّة بمراقبة وتحركات الجيش الصهيوني، مع الدراسة العميقة وأخذ الاحتياطات والتدابير العسكرية اللازمة للتقدّم أو التراجع في المناطق المستهدفة من قبل القوات الصهيونية، حيث قامت بتقسيم قواها إلى ثلاثة أجزاء رئيسية تتمثّل في:
- قامت بتوزيع وحدة فوق مراكز بلدة الكرامة نفسها وحولها.
- شكلت كمائن خاصة على امتداد الطرق ووسائل التي يحتمل أن يسلكها العدوّ الصهيونيّ.
- تمركزت قوة خاصة فوق المرتفعات المشرفة على ساحة القتال للحماية والدعم وأخذ الاحتياطات وإصدار التوجيهات اللازمة.
أمّا الدور الأساسي والدفاعي للجيش الأردني كان بالوقوف في وجه العدوان من خلال نزول القوة الخاصّة بهذا الجيش للمعركة ومساندة الفدائيين الفلسطينيين، حيث تمكّنت القوات الأردنيّة وخاصّة وحدة السلاح المدفعي تحت إشراف القائد مشهور حديثة من الوقوف في وجه القوات الصهيونية خلال رحلة عبورهم من المنطقة الشرقية لنهر الأردن، وانتهت المعركة في تحقيق نصر حاسم للعرب أدّى إلى شفاء الصدور بعد هزيمة الـ 67م، وفشل الجيش الصهيوني فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه العسكرية التي تحدثنا عنها مسبقاً، بالإضافة إلى مقتل ما يقارب 250 جندي صهيوني مقابل استشهاد 95 فدائي عربي.