الجزائر
تحتلُّ الجزائرُ المركز الأول عربياً في قارة أفريقيا، والمركز العاشر عالميّاً نسبةً للمساحة، ولقبها بلد المليون ونصف مليون شهيدٍ بسبب عدد الشهداء الذين سقطوا في ثورة التحرير الجزائرية. تقعُ الجزائر في الشمال الغربي من القارّة الأفريقية؛ تحدُّها من جهة الشرق دولتا تونس وليبيا، ومن جهة الجنوب دولتا مالي والنيجر، ويحدُّها أيضاً من جهة الغرب دولة موريتانيا والمغرب والجمهورية العربية الصحراوية، وتُعتبر اللغتان الرسميتان فيها هما اللغة الأمازيغية واللغة العربية.
الثورة الجزائرية
احتلَّ الفرنسيون الجزائر عام 1830، واندلعت شرارةُ الثورة في الأول من نوفمبر عام 1954، واستمرَّت إلى ما يقارب 7 سنوات ونصف، سقط فيها الكثير من الشهداء مما أعطى الجزائر لقبَ "بلد المليون ونصف المليون شهيد".
السياسة الفرنسية
اتبعت فرنسا عِدّة أساليب لتشتيت الشعب الجزائريّ حتى تتمكّن من استعماره بشكلٍ سريعٍ وسهلٍ؛ فحرص الفرنسيون على طمس الهوية الوطنية للجزائريين وانتمائهم لبلادهم، والقضاء على المعتقدات الإسلامية واللغة العربية فيها، وتدرّجت في ذلك حتى أغلقت المدارس والمعاهد ومن ثمَّ منعت تعليم اللغة العربية في البلاد وإحلال اللغة الفرنسية بدلاً منها.
الشعب الجزائري
حافظ الجزائريون على وحدتهم وهويتهم الإسلامية والعربية ولم يتجاوبوا مع حركات الطمس تلك، ممّا أدّى إلى توحُّد الشعب بكافة أطيافه ضدّ السياسة الفرنسية المستعمرة، وأطلقوا شعار "الإسلام ديننا واللغة العربية لغتنا والجزائر وطننا" الذي رفعه المجاهد والعالم عبد الحميد باديس، وركّزوا على تكوين قاعدةٍ إسلاميةٍ للوصول إلى هدفهم وهو الاستقلال.
مجازر عام 1945
تدهورت الأوضاع في الجزائر بعد الحرب العالمية الثانية وذهاب الجزائريين للدفاع عن فرنسا ممّا أدّى إلى تدهور الإنتاج المحليّ، ونتج عن الحرب انكسار فرنسا أمام ألمانيا آنذاك واهتزاز هيبة فرنسا أمام شعوب العالم أولاً، وشعوب الدول التي استعمرتها ثانياً، مما دفع بالجزائريين برفع البيانات للمستعمر الفرنسيّ يطالبون فيها بحقِّ تقرير المصير، واستغلت فرنسا وقتها خروج المظاهرات في عِدّة مدنٍ جزائريةٍ في 8 مايو عام 1945م وإحراقهم للعلم الفرنسيّ فيها فارتكبت مذبحةً شنيعةً راح ضحيتها ما يُقارب الـ 45 ألف شهيدٍ جزائريٍّ.
شرارة الحرب
اندلعت الثورةُ الجزائريةُ في الأول من نوفمبر عام 1945 بعد تأسيس اللجنة الثورية للوحدة؛ حيثُ نادت الثّورة بالاستقلال وإنشاء دولةٍ ديمقراطيةٍ مستقلةٍ ذات أُسسٍ إسلاميةٍ، وبعدها تمَّ تأسيس جيش التحرير الوطنيّ الذي كانت مهمّته تجنيد الحشود الجزائرية ضدَّ الفرنسيين، ووضعوا خطةً متكاملةً للحرب، وخريطةَ المناطق الجزائرية، وعيّنوا قادتها وتجهزوا للانطلاق.
الاستقلال
حصلت الجزائر على دعمٍ سياسيٍّ وماليٍّ وعسكريٍّ من دولٍ عربيةٍ مثل مصر، واستقلَّت الجزائر في 3 يوليو عام 1962؛ حيثُ أرسل رئيس فرنسا شارل ديغول برسالةٍ إلى السيد عبد الرحمن فارس الذي كان رئيساً للهيئةِ التنفيذيةِ المؤقتة للجمهورية الجزائرية يعترف فيها باستقلال الجزائر تماماً.