يعود تكوين البحر الأحمر إلى الانكسار الأرضي أو الأخدود الأفريقي العظيم الذي حدث في الأزمنة الجيولوجية القديمة لهذا نجد أن امتداد البحر بشكل طولي من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرق ليتصل بالمحيط الهندي من خلال مضيق باب المندب، ويفصل البحر الأحمر بشكل طولي قارة آسيا عن إفريقيا جزئياً ويبقي مساحة من اليابس بين القارتين وهي صحراء سيناء إذ أنها الممر البري الوحيد بين القارتين وتمتد على طول البحر الأحمر سلاسل جبليه شاهقة تتميز بانحدارها الشديد باتجاه البحر.
كان يعرف البحر الأحمر سابقاً ببحر القلزم واختلفت الآراء حول تسميته بالأحمر فمنهم من قال نسبة إلى لون الصخور في قاع البحر ومنهم من قال إن اسمه هو نسبة إلى دولة حمير التي كانت تقطن في اليمن ومنهم من قال بأن تسميته بهذا الاسم لوقوعه في الجنوب فكما أن البحر الأسود يدل على اتجاه الشمال يدل البحر الأحمر على اتجاه الجنوب.
يعد البحر الأحمر من أكثر بحار العالم ملوحة وذلك للعوامل الآتية:
- ارتفاع معدلات التبخر بسبب وقوعه معظمه ضمن نطاق المناخ الصحراوي الجاف
- عدم وجود انهار أو مجاري مائية تصب به
الأهمية وفائدة الاقتصادية
احتل البحر الأحمر أهمية وفائدة اقتصادية كبيرة قديماً وزادت أهميته حديثاً فكان قديماً هو حلقة الوصل الوحيدة الذي يربط أفريقيا بآسيا ومن ثم أوروبا وكانت الجزيرة العربية تعد مركزاً تجارياً عالمياً بسبب سيطرتها على الطريق البري والمنافذ البحرية وكان هذا عاملاً من العوامل التي أدّت إلى قيام حركة الكشوف الجغرافية كما كانت سبباً في تنافس الدول الكبرى على السيطرة على دول المنطقة تراجعت أهمية وفائدة موانئ البحر الأحمر بعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح الذي يصل إلى الهند عن طريق الإبحار جنوب إفريقيا عبر المحيط الهندي ممّا أدى إلى خراب الموانئ والمدن التي كانت قائمة على طول الخليج العربي في ذلك الوقت وتراجعت حركة التجارة في شبه الجزيرة العربية وهجر السكان هذه المدن.
إلّا أن أهمية وفائدة وقيمة البحر الأحمر عادت وبشكل أكبر بعد اكتشاف النفط والغاز في البلدان المجاورة له إذ تعد دول شبة الجزيرة العربية من أكبر دول العالم إنتاجاً وتصديراً للنفط والغاز وتمتلك أكبر احتياطي عالمي من هذه الثروة، وكانت الدول الكبرى تدرك أهمية وفائدة موقع البحر الأحمر منذ العصور الاستعمارية القديمة لذلك فكروا بحفر قناة تصل ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وأول ما فكر بذلك مهندسون رافقوا نابليون أثناء حملته على مصر وما زال التفكير بذلك قائماً حتى اليوم لما لهذا المشروع من قيمة وأهمية وفائدة بيئية واقتصادية على دول المنطقة خاصة وأنها أي هذه الدول تعد من أفقر دول العالم بالمياه.