أهمية وفائدة البحر الأبيض المتوسط

البحر الأبيض المتوسّط

البحر الأبيض المتوسّط، أو كما كان يُطلق عليه بحر الروم، هو واحد من أهمّ البحار والمسطحات المائيّة التي توجد على سطح الكرة الأرضيّة، ويقع البحر الأبيض المتوسّط في موقع متوسط على الكرة الأرضيّة، حيث يتّصل بالمحيط الأطلسي من خلال المضيق المعروف باسم مضيق جبل طارق، ومحاط بقارات العالم القديم الثلاثة؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويمتدّ البحر الأبيض المتوسّط على مساحة تقارب المليونين ونصف كيلو متراً مربّعاً، أمّا متوسّط عمق هذا البحر فيقدر تقريباً بحوالي 1500 كيلو متر تقريباً، إلا أنّ أعمق نقطة فيه تقدر تقريباً بحوالي 5300 كيلو متر.

أهميّة البحر الأبيض المتوسّط

للبحر الأبيض المتوسّط أهميّة عظيمة على العديد من المستويّات والأصعدة، فهو واحد من أهمّ بقاع العالم بلا أدنى شك في ذلك، يُمكن إيجاز أهميّة البحر الأبيض المتوسّط في النقاط التالية:

• كان البحر الأبيض المتوسّط ولا زال ممرّاً تجارياً هامّاً بالنسبة لكافّة دول العالم، فجميع دول العالم تحتاج إلى المرور من خلال هذا البحر عندما تريد نقل البضائع من الشرق إلى الغرب وبالعكس، حيث يرتبط هذا البحر بقناة السويس ضمن الأراضيّ المصريّة، ثمّ تكمل طريقها إلى أن تصل إلى البحر الأحمر المتّصل مع بحر العرب، والمحيط الهنديّ، أيضاً يمكن أن تنقل البضائع إلى القارة الأفريقيّة من خلال الدول العربيّة الأفريقيّة المطلّة على مياهه مثل مصر، الجزائر، تونس، والمغرب، وليبيا، أو إلى القارة الآسيويّة من خلال بلاد الشام وتركيا، أو إلى القارة الأوروبيّة من خلال دول كفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والعديد من الدول الأخرى.

• بالنسبة لكافّة الشعوب التي تسكن في الأراضي التي تحيط بهذا البحر والتي تنتمي إلى القارات الثلاثة، ويُعتبر البحر الأبيض المتوسّط حلقة الوصل بينها، حيث يُعتبر وسيلة التواصل والالتقاء والتعارف، لهذا نجد أن العديد من هذه الشعوب تشترك في قواسم مشتركة عديدة على الرغم من اختلاف الدين، أو العادات، أو اللّغات.

• البحر الأبيض المتوسّط ومضيق جبل طارق هما بوابتا الرحلات البحريّة التي تنطلق من الدول المحيطة به والتي تتوجه إلى الأمريكتين الشماليّة والجنوبيّة.

• يعتبر البحر الأبيض المتوسّط نقطة تاريخيّة هامّة وحيويّة حدثت فيها وحولها العديد من الأحداث التاريخيّة العظيمة والحسّاسة، كما وتعتبر المنطقة المحيطة بالبحر الأبيض المتوسّط مهبط الديانات السماوية والمكان الذي خرجت منه الحضارات القديمة جميعها، ومن هنا فقد اكتسبت هذه المنطقة من العالم أهميّة مضاعفة، نظراً إلى حجم التراث الزاخر الذي تتمتّع به شعوب هذه المنطقة.