خلق الله سبحانه وتعالى في هذا الكون مخلوقات عدّة، وقد منح كلٌ منهم خاصيته، لكنه ميّز الإنسان بالعقل والفطنة. العقل البشريّ عقل ذكيّ مقارنة مع المخلوقات الأخرى، لكن هذا لا يمنع ولا ينفي أنّ الحيوانات هي الأخرى تتمتع بذكاء يتناسب مع مواصفاتها وسبب وجودها في الحياة.
يعتقد كثير من النّاس أن الحيوانات ليس بإمكانها أن توازي العقل البشري في الذكاء؛ وهذا اعتقاد خاطئ. حيث أنّه هناك حيوانات ذكيّة جداً في العالم، ولها القدرة على القيام ببعض العمليّات المعقّدة التي يقوم بها الإنسان، حيث أنّها قد تتفوّق عليه في بعض النّواحي كذلك. فلنتعرّف على أذكى حيوانات العالم!
إنّ حيوان الشمبانزي هو الحيوان الأذكى في العالم، ويحتل المرتبة الأولى في الذّكاء بين جميع الحيوانات. حيث أنّ الشمبانري هو نوع من أنواع القرود التي تعيش في غابات الإستواء في إفريقيا، ويعود أصله إلى "الهومينيدي" أو ما يطلق عليهم "أشباه الإنسان". يعيش الشمبانزي في الكهوف وقريب من المسطحات المائية. وهو يشبه القرود لكنه أكبر حجماً وأكثر قوة، حيث أنّ طوله يتراوح بين 130 و 160 سم، ولا يزيد وزنه عن 60 كغم. للشمبانزي جسداً مليئاً بالشعر، ووجهاً خالياً منه. يتميز الشمبانزي بأنه يمتلك نسبة ذكاء قريبة من نسبة ذكاء الإنسان، وهو قادرٌ على التعلّم وأداء المهمّات التي تحتاج منه تفكيراً، كما أنّه يملك الذّاكرة الاحسن وأفضل والأقوى بين حيوانات العالم. ويستطيع أن يتكيّف بسهولة مع كل شيء، وأن يستخدم لغة الجسد في إيصال ما يريد.
أمّا الدلافين أو ما يطلق عليها "الدٌخس" فهي تحتلّ المرتبة الثانية من بين الحيوانات الأذكى في العالم. والدّلافين هي حيوانات مائية أليفة تشبه الحيتان، وتفضّل أن تعيش في المياه الدّافئة في بحار ومحيطات العالم، وتتغذّى على الأسماك والحبّار. يرجع سبب ذكائها أنّها قادرة على التعلم بسرعة، كما أنّها قادرة على تقبل التوجيهات التي تقدّم لها ممن يدرّبها، ويسهل عليها التّواصل مع الإنسان والتّفاهم معه وإنشاء علاقة. وهي قادرة أيضاً على التعلّم من أخطائها السّابقة، وعدم الوقوع بها مرّة أخرى. أمّا الدولفين ذو الأنف المدبّب فهو الأذكى من الدّلافين، وقد لوحظ أن حجم مخّه أكبر من باقي الدّلافين، فيستخدم في العروض البحرية، حيث يسهل تدريبه والتواصل الاجتماعي معه.
أمّا الحيوان الأذكى الثالث في العالم فهو الفيل. تعيش معظم الفيلة في العالم إمّا في إفريقيا وإمّا في الهند. وعلى الرغم من اختلاف أنواعها إلا أنّها كلّها تمتاز بالذكاء. ويعتبر "الفيل" في كثير من ثقافات العالم بأنّه "رمز للحكمة". يتمثّل ذكاؤها بقدرتها الخارقة في التّواصل فيما بينها وإظهار المشاعر والعواطف، كما أنّها تمتلك ذاكرة قويّة جداً، حيث أنّها تستطيع التذكّر حتى لو لبعد عدّة سنوات، فإن شربت من نبع ماء تستطيع العودة له ولو بعد سنين عدّة. وهو حيوان أليف يستخدم في العروض البهلوانية، لا يؤذي البشر إلا إذا وجد من يؤذيه.
أمّا الحيوانات السبعة الباقية التي تصنّف أنها الأذكى في العالم فهي: قرود ريسوس حيث يتشابه حمضها النووي مع البشر بنسبة 93%، ويحتل الببغاء الإفريقي المرتبة الخامسة في الذكاء، حيث لديه قدرة رائعة في إعادة الكلام وترديده بيسر. أمّا المرتبة السادسة فإن الأخطبوط العملاق يحتلها، وهي أذكى أنواع اللافقاريات. أمّا المرتبة السابعة فهي لكلاب بوردر كولي، والمرتبة الثامنة للغراب، والتاسعة للفئران، والعاشرة للعنكبوت القافز.
