خلق الله سبحانه وتعالى الخلق فأحسن الصنعة والتكوين وجعل لكلّ مخلوق من المخلوقات ما يميّزه عن الآخر من حيث التركيب أو الوظيفة أو الشكل أو غير ذلك، ويكتشف العلماء العديد من الكائنات الحية بشكل مستمر سواء الكائنات متناهية الصغر أو الأنواع والفصائل التي لم تكن معروفة من قبل ومتواجدة في بيئاتها الطبيعية من نبات وحيوان، بالإضافة إلى الكائنات المنقرضة التي لم يعرفها الإنسان الحديث. وهناك العديد من الأرقام القياسية التي وصل إليها العلماء بشأن الكائنات الحية من حيث الوزن والطول والكتلة والإرتفاع. ومن تلك الأرقام التي توصل إليها العلماء تحديد أكبر الحيوانات الموجودة على سطح الكوكب في الوقت الحالي.
قد يقع خلاف بين البعض في تحديد أكبر الحيوانات في العالم، حيث أن أكبر الحيوانات التي تعيش على الأرض، ونعني بها اليابسة، هو فيل الأحراش الإفريقي، وقد يتجاوز طول الفيل الإفريقي البالغ عشرة أمتر، ويبلغ وزن الفيل الإفريقي عند الولادة مائة كيلوجرام تقريباً. أما الكائن الأكبر على الإطلاق فهو الحوت الأزرق، ويظهر الخلاف من اعتبار البعض أن الحوت ليس حيواناً بالمعنى المعروف للحيوانات التي تعيش على الأرض، ولكن الحقيقة العلمية أن التصنيف البيولوجي للحوت يضعه مع الثدييات البحرية، والثدييات هي أحد الحيوانات رغم انها تعيش في الماء. يبلغ طول الحوت الأزرق ما يزيد عن ثلاثون متراً بالنسبة للحيتان الكبيرة منها، ووصل وزن أحدها إلى مائة وتسعون طناً.
والحوت الأزرق يتمتع بجسم نحيل بالنسبة لوزنه الكبير وطولع البالغ، وتتدرج ألوان الحيتان الزرقاء من الرمادي المائل إلى الزرقة في منطقة الظهر وتصبح فاتحة أكثر ناحية البطن. توجد ثلاث سلالات من الحيتان الزرقاء تعيش أحدها في المنطقة الشمالية من المحيط الهادئ والمحيط الأطلنطي، وتعيش الأخرى في الجنوب سواء في المحيط الهندي أو الهادئ، والثالثة تعيش في المحيط المتجمد الجنوبي.
الحيتان الزرقاء إحدى الكائنات المددة بالانقراض، وقد كانت تلك الحيتان بفصائلها المختلفة حول العالم متواجدة بشكل طبيعي في المحيطات حول العالم، ولكن مع مطلع القرن العشرين بدأت عمليات صيد الحيتان حول العالم ومن مختلف المحيطات إلى الحد الذي جعل المجتمع الدولى يجرم عمليات صيد الحيتان في عام ألف وتسعمائة وستة وستين. تقدر أعداد الحيتان الزرقاء في العالم اليوم بما يقرب من خمسة عشر ألف حوت، بينما كانت أعداد الحيتان في السابق حوالي مائتين وأربعين ألف مع مطلع القرن، وتلك الأرقام تقديرية ويمكن الرجوع إلى مراكز الأبحاث المختصة لمعرفة الأرقام لأنها في تجدد مستمر.
