زوجة أبو لهب وتكنى بأم جميل وإسمها الحقيقي هو " أروى بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان" ، وقد ذكرت في القرأن عندما وصفها القرأن بإمرة أبي لهب ، في سورة المسد فقال تعالى : " وإمرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد " صدق الله العظيم .
وذكرها القرأن بحمالة الحطب ، لأنها كانت تحمل الشوك وترميه ليلاً في طريق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وكانت تساعد زوجها في إشعال الفتنة على سيدنا محمد ، وتكيد لسيدنا محمد ، وتساعد زوجها أبي لهب الذي هو عم الرسول في صنع الحيل والمكر لسيدنا محمد . غير ذلك هي كانت جارة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وكل الأديان نادت بإحترام الجار وتقديره ، ومشاركته فرحه وترحه ، لكنها كانت دائما تعمل غير ذلك ، فكانت تسعى دائماً لأذية نبينا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- ، ويحكى أنه ذات مرة ذهبت لتضرب الرسول بحجر مسنن كالسكين ، وقابلته هو وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ولكن العجيب أنها لم تراه ، لأن الله أعمى بصرها ، وتحدث مع أبو بكر الصديق ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- واقفاً بجانبه ويسمعها لكنها ما كانت تراه .
وكانت هذه المرأة تمشي بين الناس لتشيع العداوة والبغضاء بدلاً من الحب ، وكانت أم جميل هذه إمرأة متسلطة ، فقد إستطاعت بخبثها ومكرها أن تجعل زوجها أبو لهب يعادي أقرب الناس إليه وهو إبن أخيه ، فجعلته يحاربه ويكيد له ، وكانت تقود حملة تشويه على الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وكان تناديه بمذمماً بدلاً من محمداً ، وكانت تمشي في الطرقات وتنعيه بهذا الإسم ، فكانت تترقب طريقه وتسميه وتنعيه بهذا الإسم ، وتحاول شتمه والإعتداء عليه .
وفق هذا كله إستطاعت بمكرها وخبثها أن تجبر ولديها بأن يطلقا ابنتي الرسول-صلى الله عليه وسلم- ، فكانت رقية وأم كلثوم بنات رسولنا الحبيب ، متزوجات من إبنيها ، فلما سمه كلامها ابنها عتبة ، وذهب إلى سيدنا محمد وقال له أنا كافر بالنجم إذا هوى وبصق تجاه أخير البشر وطلق ابنته أمامه ، فمن شدة قهر رسولنا الحبيب دعى عليه قائلا " اللهم سلط عليه أحد كلابك " ، فأصابت دعوة المظلوم ، وما بالك حينما تكون من سيد البشر ، فعندما ذهب عتبة إلى الشام سلط الله عليه سبع نهشه فقتله .
فهذه عاقبة مكر تلك المرأة ، التي حاولت وبكل شدة أن تؤذي نبينا في نفسه وفي بناته وفي أخلاقه ولكن حبيبنا المصطفى احتسب أمره عند الله ، وصدقه الله وأصبحت هذه المرأة عبرة إلى يوم القيامة .