خير نساء العالمين
ذكر النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف عدداً من النّساء الصّالحات اللاتي كملت أخلاقهنّ واستحقوا أن يكونوا خير نساء العالمين، ومن بين تلك النّساء كانت زوجة فرعون الطّاغية المشهور الذي بلغ عتيه وجبروته في الأرض مبلغًا كبيرًا، حينما استعبد النّاس وادّعى الرّبوبيّة، فتعرف ما هو اسم زوجة فرعون؟ وتعرف على ما هى سيرتها وقصّتها مع الإيمان؟
آسيا زوجة فرعون
كانت آسيا بن مزاحم زوجة فرعون الذي كان يحكم مصر في الفترة التي بعث الله فيها موسى عليه السّلام نبيًّا ورسولًا، وقد كانت آسيا بنت مزاحم تعيش عيشة كلّها ترف ونعيم، فقد أتيح لها في قصر الفرعون التّمتع بكلّ ما لذّ وطاب من متاع الحياة الدّنيا وزينتها، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى بحكمته أن يحرم آسيا وزوجها الفرعون من الولد، فبقيت غريزة الأمومة تراود نفس آسيا وقلبها الحنون، فهي تأمل في يومٍ تظفر فيه بطفل يملأ عليها حياتها وفراغها الكئيب بين الملذّات والمتع.
قصة آسيا مع موسى عليه السّلام
وفي أحد الأيام وبينما كانت آسيا بنت مزاحم في قصرها إذا بخدمها يلاحظون تابوتًا يطفو على اليم، فأخبر الخدم آسيا، فأمرتهم بالتقاطه وقد كانت المفاجأة حينما فتحت التّابوت لترى عينها طفلًا في غاية الجمال والرّوعة، وليتسلّل حبّ هذا الطّفل إلى فؤادها ويملأ قلبها شغفًا، ولم يكن هذا الطّفل إلّا نبي الله موسى عليه السّلام، الذي ألقته أمّه وأخته في اليمّ بناء على وحي الله تعالى، لحفظه من بطش الفرعون وأذاه، وقد سارعت آسيا لحمل الطّفل وأتت به زوجها فرعون فتخبره بقصّته، وتبيّن له رغبتها في أن يكون لها قرّة عين من بعد الصّبر الطّويل والمعاناة، وقد رفض الفرعون أن يكون هذا الطّفل ولدًا له، وإن سمح لزوجته آسيا أن يتربّى في قصرها.
إيمان آسيا بدعوة موسى عليه السّلام
وعندما بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه موسى عليه السّلام بالرّسالة، كانت آسيا بنت مزاحم ممّن عرض عليهم الرّسالة، فانشرح صدرها لها فآمنت بها، وقد ثبتت آسيا على دينها وصبرت داعية الله سبحانه وتعالى أن يبدلها بدار الفرعون الكافر بيتًا في الجنّة، وأن ينجّيها من فرعون وعمله، وقيل إنّ زوجها الفرعون عندما علم بإسلامها راجعها في الأمر مرارًا حتّى تعود عن دينها فلم تستجيب، فوضع بعد ذلك الأوتاد لها وعذّبها حتّى لقيت وجه ربّها ليسطر اسمها كواحدةٍ من احسن وأفضل نساء العالمين، وقد ورد في الأحاديث أنّ الله زوّج نبيّه محمد عليه السلام بآسيا بنت مزاحم في الجنة ولكن هذه الأحاديث لم تصحّ.