النّظام في تعريفه البسيط هو مجموعة عناصر متفاعلة فيما بينها؛ لأجل تحقيق هدف ٍمعين. فلا يكون النّظام نظاماً في وجود شيء واحد أو أمرٍ فردي، لا بد من وجود أكثر من طرف حتى يتكوَّن النّظام. والنّظام موجود في كل مناحي حياتنا بلا استثناء، وحتى في العلاقات الإنسانية؛ لا بد من وجود نظام يعتمده الأطراف ويسيرون عليه. النّظام أيضاً هو نوع من الترتيب، فكثيراً ما نسمع أن شخصاً ما منظم جداً، أي أنه يقوم بتنظيم وترتيب أشيائه الخاصة بطريقة جيدة. وقد يقول البعض أن هذه العلاقة هي عبارة عن شخص واحد فقط، بل على العكس هي عدة أطراف، فالنّظام يكون بين عدة أطراف وليس أشخاص. فترتيب المرأة لبيتها؛ هو علاقة بين المرأة وكل تعرف ما هو موجود في البيت. ترتيب الرجل لأمور عمله، عي علاقة بينه وبين كل ما يتعلق بعمله، وهكذا دواليك.
النّظام الإلكتروني هو نظام، لأنه تفاعل بين مجموعة عناصر لتُحقق الهدف الذي من أجله تم تصميم هذا البرنامج. فالبرنامج المحاسبي هو نظام محاسبي، هدفه تجميع كل المدخلات من قيود وسندات ومعاملات في بوتقة واحد؛ للحصول على النتيجة النهائية لأعمال الشركة. وهذا دليل على تفاعل العناصر والحصول على النتيجة. وعدم وجود نظام، ينفي وجود هدف، فنتيجة النّظام تحقيق هدفٍ معين.
يبدأ تصميم النّظام بوضع الهدف أولا، ويكون النّظام – مجازاً – هو خارطة الطريق للوصول إلى هذا الهدف. نظام المرور، كان الهدف منه الحد من الحوادث المرورية المروِّعة؛ والخسائر في الأرواح والأموال. هذا الهدف أدى إلى عمل نظام المرور الذي ينظِّم كل الأمور المتعلقة بهذا الأمر. النّظام الداخلي للشركات هو من الأنظمة الرائعة والدليل على نفس الموضوع، فهدف كل منشأة هو تحقيق أعلى أرباح مع دفع أقل المصاريف، وهذا الشيء الذي يكفله النّظام الداخلي للشركات. فهو يضع أبسط وأسهل الطرق ووسائل وأقلها تكلفة، لتحقيق أعلى عائد ممكن، وهو الهدف الأسمى لكل المنشآت.
كيف تعرف أنك ناجح؟ يُقاس النّجاح بنسبة تحقيق الأهداف، أنتَ تقيس نجاحك بنسبة ما حقَّقتَه من أهداف وَضَعتَها لنفسك، وصمَّمتَ طريقك لتصِلَ إلى أهدافك. إذا كانت أهدافك من تصميم شخصٍ آخر غيرك – كتعرف ما هو موجود وبكثرة في مجتمعنا – كأن يُصمم لك والداك أو أحدهما طريقك، فتدخل كلية الهندسة حتى يُقال هذا والد المهندس، أو كلية الطب ليُقال إن ابن فلانة طبيب؛ وقمتَ بتحقيق هذه الأهداف فأنت لست بناجح، أنت نجاح غيرك، أنت تحقيق أهداف سواك وربما رغماً عنك. ولو كنتَ قد حددتَ أهدفاً لكَ لتُصبح مثل شخصٍ ما، فأنت تقليد نجاح ولست نجاحاً، لأنك ستبقى تعيش في ظلِّ تلك الشخصية؛ ولن ترى النور حتى وإن وقفتَ تحت الشمس في ظهيرة تموز.
يتحقق النّجاح بعد تحديد الأهداف؛ بتصميم الطريق إلى هذه الغاية، فلا يمكن أن تصل إلى وجهتك وأنت قابعٌ في مكانك. وتصميم الطريق لتحقيق الغاية المنشودة؛ هو ما نسميه هُنا بالنّظام. نظامك الخاص الذي يضمن لك أن تُصبحَ ما تطمح، وأن تبلُغ مرامك، وأن تصِل إلى مراتبٍ لم يصلها سواك، ليس لأنك ابن فلان، ولا لأن فلاناً قد فعل كذا، ولا لأن المجتمع يطلب هذا الشيء، بل لأنك عرفت ما تريد، وقرّرتَ ما تُصبح، واخترت الطريق؛ فوصلتَ لمبتغاك. طريق وصولك هذا، هو ما نسميه بـ"النّظام".