منظمة اليونيسيف هي منظمة عالمية تساهم في بناء عالم ينال فيه الأطفال سائر حقوقهم، وهي بمثابة حلقة وصل بين المنظمات العالمية التي تدعم حقوق الإنسان والسلطة العليا في الدول، حيث لها سلطة عالمية تؤثر على صناعة القرار، وعدد كبير من الشركاء على المستوى الشعبي لتحويل الأفكار الجديدة إلى واقع، مما يجعلها منظمة فريدة من نوعها بين المنظمات وهيئات الداعمة الشباب، وينطلق مبدئها من أن تنمية فئة الأطفال تشكل حجر الزاوية في تقدم البشرية، وهذا الهدف الرئيسي لمنظمة اليونيسيف، من أن تعمل من تحدي مشكلات الفقر والعنف والمرض والتميز الذي يواجهه بعض الأطفال، كما أنهم يؤمنون بقدرتهم المضي قدماً بدفاع عن القضية الإنسانية للأمم. . ظهر مفهوم وتعريف ومعنى اليونيسيف بعد توصيات الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة تحديداً في عام 1946، ومن ابرز ما خرجت به الجمعية آنذاك هو أن يتكفل الصندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة بتقديم إغاثة قصيرة الأمد للأطفال بعد انقضاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا، حيث كانت تمول التبرعات بالكامل لتلبية احتياجات الأطفال، وحتى ألان لا زالت ترعى متطلبات الأطفال في مختلف أنحاء العالم، وإحدى أهم هذه المتطلبات العلاج و دواء من المرض والفقر.
وعندما أصبحت اليونيسيف جزء تابعة للأمم المتحدة، كان عمر المنظمة آنذاك لا يتجاوز سبع سنوات، وكانت تمارس نشاطاتها في أكثر من مئة بلد حول العالم من مهام إنسانية قيمة لا تقدر بثمن، لما كان الأطفال يعانون من الجوع والفقر والجهل والمرض، فقد أمضت قدماً في الحد من هذه المشكلات باعتبارها انتهاكاً لحقوق الأطفال الأساسية، فجاء قرار عام 1959 للوقوف في وجه مثل هذه المشكلات، وبالفعل نجحت في التعامل مع مثل هذه المشاكل وعيوب بين أعوام 1960-1979 حيث قدمت اليونيسيف تعرف ما هو أكثر من مساعدة إنسانية، كما كرست النصيب الأكبر من نفقاتها لإغراض التعليم، و أصبحت قضايا التعليم والأسر والتغذية والصحة محاور رئيسية، وحققت نجاحاً باهراً، وقد تكلل هذا النجاح الفعلي بنيلها جائزة نوبل للسلام في عام 1965
ومع التقدم الباهر التي تشهده تكنولوجيا الاتصالات، تنشأ حلقة واسعة تضم المنظمات والحركات الخيرية الغير ربحية في الحراك العالمي من اجل الأطفال وبها تكرس فائق جهدها لخلق عالم جدير بالأطفال، وتستطيع اليونيسيف وغيرها من المنظمات الخيرية غير الحكومية الاستفادة من الدروس التي تكفل مبدأ النهوض باحترام الطفل والتعليم والمساواة والحماية، وتعترف اليونيسيف بأهمية وفائدة نشاط تلك المنظمات من اجل الأطفال، وتعلق أمالها في مثل هذه المنظمات الخيرية لمساندتها في خلق عالم جدير يليق بالأطفال.