الجيش في اللغة كلمة دالة على جمع و تجمع كجمع للجموع على ( جيوش )، و الجيش هو مجموعة من البشر مجهزة بالسلاح هدفها مقاتلة جهة معينة ( على الأغلب جيش آخر ) من أجل تحقيق أهداف معينة ( على الأغلب تكون تلك الأهداف أهدافا سياسية ).
منذ غابر العصور عرفت البشرية تجهيز الجيوش و كانت الجيوش تجهز باسلحة بسيطة و مع تطوّر الزمان تطورت التجهيزات العسكرية فمن السيوف و الدروع إلى البنادق و الرشاشات ثم المدافع و الدبابات و الطائرات، و هناك من الأسلحة ما تستخدمه الجيوش عن بعد كقاذفات الصواريخ و الطائرات الآلية بدون طيار و القنابل العادية و الكيماوية و الذرية.
لا يكاد يذكر المؤرخون حقبة من الزمان مرت على الأرض دون وجود حرب بين جيشين على الأقل، الجيش يعد للحرب كمفهوم، و قد كان قديما يعد عند نية الحرب و لكن مع تقدم الزمان أصبح لكل دولة جيش حتى لو لم تكن في حالة حرب أو لم تكن تنوي الحرب، فقد أصبح وجود الجيش يعد إحتياطا لحرب محتلمة أو للدفاع عن النفس فيما لو نشبت أي حرب.
إنّ الغالبية الساحقة من جيوش العالم خاضت حروباً لا طائل من ورائها سوى الجشع لتولي السلطة و زيادة رقعة الأراضي التي تسيطر عليها الدّول المسيرة لتلك الجيوش، و فيما خلا الجيوش الإسلامية في عصر النبوة و عصر صدر الإسلام فإن نزاع الجيوش كان في الغالب حول مصالح إقتصادية و سياسية، و لا زال صراع الجيوش حتى يومنا هذا من أجل السيطرة العسكرية و السياسية و جر المنافع الإقتصادية و فرض الأيدولوجية الفكرية لصاحب القوة العسكرية الأكبر.
لقد أفرز تحارب الأمم ضحايا بمئات الملايين عبر التاريخ البشري، و الكثير منهم كانوا مدنيين و ليسوا أفرادا في الجيش المضاد، و هنا يتضح أن الهدف ليس نزالاً بين جيشين فقط ليثبت أي منهما انه أقوى ، و إنّتعرف ما هو نزال عديم الإيمان بأي مبدأ أو إحترام لأي إنسانية فمعياره بالنصر أصبح بمقدرته على تدمير كل ما يعود للطرف الآخر و ليس لجيشه فقط، فلم يعد مهما عنده لو أتلف منشآته أو قتل مدنييه.
