عيد الجيش العراقي
عند تأسيس أية دولة أول عمل يقام بعد تشكيل الحكومة والوزارة هو البدء بتأسيس جيش قوي، يحمي حدودها ويقف في وجه من يعتدي عليها، والجمهورية العربية العراقية تمتلك جيشا قويا وقد خصصت يوما ليكون عيدا وتكريما لجيشها وجهوده، ففي السادس من شهر كانون الثاني من كل عام تحتفل بعيد الجيش، حيث يقام احتفال عام على مستوى القطر تحت رعاية رئيس الجمهورية، ويعتبر هذا الاحتفال من أهم الاحتفالات الوطنية فيها.
خلال الاحتفال يتم تنفيذ الكثير من الأنشطة والفعاليات منها استعراض عسكري لمختلف الوحدات العسكرية والأسلحة الحديثة، كما تقام المهرجانات الخطابية التي تذكر بالتاريخ المجيد لهذا الجيش، والاحتفالات الشعبية التي تعبر عن حب الشعب لجيشه وتكريم أرواح شهدائه أولا والتعبير عن ولائهم لنظامهم الذي استطاع أن يبني جيشأ عظيما.
لكن ظروف الحرب التي عاشها العراق مع أقوى دولة في العالم، أدى إلى تدمير هذا الجيش وتفكيكه واستبداله بمليشات طائفية متناحرة متقاتلة، مما أدى إلى تدمير الاقتصاد العراقي وتشريد أبنائه وفقدان الأمن وانتشار الفوضى.
تأسيس الجيش
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء على دول المحور، اعتبرت بريطانيا وفرنسا أراضي الدولة العثمانية أراضي دولة مهزومة، فتم تقسيم الدول العربية بينهم بموجب اتفاقيات منها سايكس ـ بيكو التي وضعت العراق تحت الانتداب البريطاني.
في عام 1921م أوكلت بريطانيا للزعيم " جعفر العسكري" بالمباشرة بتأسيس الجيش العراقي، حيث استعان العسكري بقريبه " نور السعيد"، وكان الاثنان من الضباط العثمانيين الذي التحقوا بالثورة العربية، والتي قادها الشريف الحسين بن على ضد الحكم العثماني، وبدأت المرحلة الأولى لتأسيس الجيش العراقي.
في السادس من شهر كانون الثاني من عام 1921م أعلن عن تأسيس النواة الأولى للجيش العراقي، والتي كانت عبارة عن عدد قليل من الضباط، ثم بدأ التوسع بعمليات التجنيد فتشكلت الفرق العسكرية وكانت مهمة التدريب والتسليح تقع على عاتق البريطانيين.
تطور الجيش العراقي
مر الجيش بمرحلة جديدة بعد أن قاد أحد ضباطه ثورة ضد النظام الملكي الحاكم، ذهب ضحيتها أرواح كثيرة، وتم إعلان قيام الجمهورية العراقية وإلغاء النظام الملكي في العراق، وقد توالت الانقلابات العسكرية ووصل إلى الحكم حزب البعث، ولإدراكه لأهمية وفائدة الجيش عمل على تطويره وتسليحة بأحدث الأسلحة حتى أصبح بمستوى الجيوش المتقدمة على مستوى العالم.
اتجهت الحكومة العراقية إلى الحرب مع إيران واستمرت هذه الحرب لسنوات طويلة، مما أضعف الاقتصاد العراقي، وجاء احتلال الجيش العراقي للدولة الكويتية الضربة الأخيرة للقضاء على الدولة العراقية، فدخلت بحرب مع أميركا كانت نهايتها حل الجيش العراقي وتفكيك الدولة العراقية.