من منّا لم يسمع بعبارة العلم نور يومًا في حياته، فقد تربّينا صغارًا وتعلّمنا في المدراس وهذه العبارة تطرق ووسائل مسامعنا وتحثّنا على طلب العلم وسهر الليالي من أجل النّجاح في الاختبارات، فالإنسان منّا وبمجرد وصوله إلى مرحلةٍ معيّنة من العمر ترى الأهل يدفعون به إلى أماكن الدّراسة والتعلّم من أجل تحصيل العلم النّافع الدّنيوي والدّيني على حدٍ سواء، وترى الإنسان يقضي سنوات طويلة من عمره وهو على مقاعد الدّراسة يتعلّم العلوم المختلفة وينهل من منابعها كلّ ما يفيده في حياته، وإنّ أهميّة العلم كبيرة ونستطيع أن نورد عددًا من النّقاط تبيّن أهميّة العلم فنذكر منها:
- العلم بوابة المعرفة بأحوال الدّنيا، فبتحصيل العلم يتمكّن الإنسان من معرفة ما يجري حوله من أمورٍ ومتغيّرات، كما يتعرّف على ما يعيش حوله من الكائنات الحيّة المتنوّعة ويتعرّف على طرقها في الحياة وكسب القوت وغير ذلك، كما يتعرّف بالعلم على أسرار الكون وعلوم الأرض وما يحصل لها من كوارث وما تخرجه تربتها من خيرات على اختلاف أنواعها وأصنافها، فالعلم هو بوابة بلا شكّ للولوج إلى المعرفة بأحوال الحياة الدّنيا التي نعيش فيها ومعرفة الكائنات التي تعيش عليها.
- العلم هو وسيلة لتحصيل العلوم الشّرعيّة، فكثيرٌ من النّاس وطلاب العلم الشّرعي يسعون إلى تعلّم أمور العقيدة والفقه والحديث وغير ذلك من العلوم الشّرعيّة، بل إنّ هناك أساسيّات في الدّين يجب تعلّمها على كلّ مسلم مثل الصّلاة والصّوم وغير ذلك، ولا شكّ بأنّ لهذا النّوع من العلم أهميّة كبيرة ويرفع المؤمن درجات في سلّم المعرفة والقرب من الله تعالى، فالعالم هو الذي يخشى لله تعالى ويتقيه وليس كالجاهل الذي لا يعرف أمور دينه ودنياه.
- العلم هو وسيلة التّخصص في كلّ مجالٍ من مجالات العلوم، فمن علم شيئًا أصبح عالمًا به، وبالتّالي يكون قادرًا على العطاء وتعليم النّاس في المجال الذي تخصّص فيه، كما يستطيع أن يعمل في تخصّصه ويتميّز به فيكون هذا التّخصّص هو وسيلة الكسب بالنّسبة له.
- العلم هو سبب التقدّم الحضاري للأمم، فالأمم حين تأخذ بما هى اسباب العلم وتتحصّل عليه وتواكب كلّ جديد في مجال العلوم المختلفة تكون الأقدر على النهّوض والتّطور لترتقي في مصاف الدّول المتقدّمة.
- العلم هو النّور الذي يقضي على آفة الجهل وآثاره الوخيمة على الفرد والمجتمع، فالجهل بلا شكّ آفةٌ تنخر عظام كثيرٍ من المجتمعات وتهدّد أركانها، ذلك بأنّ المجتمع الجاهل لا يقدّم شيئًا ويكون كالمرتحل الذي لا يهتدي السّبيل وكالسّفينة بدون بوصلة.