العلوم المختلفة
ازدهرت العُلوم المختلفة في البِلاد العربية مثل الطِّب والفَلسفة والأدَب والرِّياضيات وغيرها نتيجةَ وُجود العَديد من العُلماء العَرب الذين انكبّوا على الدِّراسة والعِلم، وساعدهم بذلك حبهم للعِلم وشغفهم الكبير به وتعدد العُلوم من الحضاراتٍ السَّابقة مثل الحَضارة اليونانيَّة والرومانيَّة القديمة، وهذا هو حالُ الحسن بن الهيثم؛ حيث إنّه وُلِد في فترةٍ كانت تزخر بالعلوم اليونانيّة والرومانيّة، فأخَذَ يقرأ بجميع الكتبِ التي كانت متوافِرةً لديه دون مللٍ أو كللٍ.
الحسن بن الهيثم
مولده ونشأته
ولِد ابن الهيثم في البَصرة في العِراق سنة 965م، وهو الحَسن بن الحسن بن الهيثم، أبو علي والملّقب بابن الهيثم، لقد كان ابن الهيثم محباً للعِلم بشكلٍ ظاهرٍ وواضِح، حيث لم يكتف بقراءة كتبِ العُلوم المُختلفة الموجودة لديه إنّما كتَب الملُاحظات والمذّكِّرات حول مواضيعها وقام بتصنيفها، وقد كان يمتاز ابن الهيثم بأنه لم يقبل الحقائِق والنظريات التي وُجِدت في الكتب بل حاول تطويرها ورفض البعض منها وأثبت الخطأ فيها وصوّبها.
من أطرف الأمور التي حصلت مع ابن الهيثم أنه في فترة حُكم الحاكم بأمر الله الفاطمي في مصر، قال ابن الهيثم مقولةً وصلت إلى مسامِع الفاطمي؛ حيث قال: ((لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملاً يحصل به النَّفع في كل حالةٍ من حالاته من زيادة ونقص))، فطلب الفاطمي من ابن الهيثم القدوم إلى مصر لتطبيق ما ذّكر، فانتقل ابن الهيثم إلى مصر ولكنه عندما دَرَس النِّيل وجد أنه كان مخطِئاً فيما قاله، وأنه لن يستطيع تغيير ما به، فعاد إلى الخليفة الفاطمي واعتذر، وقبِل الفاطمي اعتذاره وعينه في منصِب عنده، ولكن ابن الهيثم خاف على نفسه من انتقام الفاطميّ فتظاهَر بالجنون حتى توفي الفاطمي، وعاد ابن الهيثم إلى طبيعته، ورجع إلى العِلم والتعلّم.
نشاطه
لابن الهيثم الكثير من المؤلفات العلميةِ في الفلسفة والمنطِق والفَلك والطِّب والرياضيات، والبصريات، مثل: كتاب الجامع في أصول الحساب، وكتاب في تحليل المسائل وغيرها الكثير، ولكن من أهم مؤلفات ابن الهيثم التي أحدثت ضجةً كبيرةً وتغيير في الحقائِق والفَرضِيات التي كانت سائدةً في ذلك الوقت كتاب المناظِر؛ حيث رفض بعض النظريات وصحّحها مثل:
- أثبت أنَّ العين تستطيع مشاهدة الأجسام بسببِ انعكاس الضوء الساقِط عليها إلى العين، وليس العين هي التي تُسقِط الضوء على الجسم.
- قدّم تشريحاً مفصلاً للعين ووضَّح وظيفة كل قسمٍ منها.
- أثبت أنَّ الضوء يسير في خطوطٍ مستقيمةٍ عندما يسير في وسطٍ متجانِسٍ.
- للضوء بعض الخواص مثل: تغيير مساره عند انتقاله من وسطٍ إلى آخر مختلف عنه، كما أنّه أثبت أنَّ هذا الشّعاع الضّوئي إذا سقط بزاويةٍ عموديةٍ فإنه لا يُغيِّر مساره أو لا ينعطِف.