من المتعارف عليه بأن التّمثيل يحتاج إلى مواهب خاصّة وقدرات فنيّة يجب أن يمتلكها الممثّل على العموم ، ولكن أثبت واقع الحال بأن أي شخص بإمكانه أن يصبح ممثلاً لو وقع بين أيدي مخرج ماهر ، وفي هذه الحالة ما على الرّاغب في التمثيل إلا إطاعة الأوامر الإخراجيّة الموجهّة إليه بحذافيرها ، وهناك أمور يجب أن يدركها ويعيها الشخص ليصبح ممثلاً ومنها :
أولاً : عدم الخوف من الوقوف أمام الكاميرا ، ويتم تحقيق هذا الأمر بالتمرين المستمر على الوقوف أمامها للتخلص تدريجياً من إحساس الرّهبة منها ، ويتّصل بهذا الأمر مسائل متعلّقة بالتعوّد شيئاً فشيئاً على الإضاءة المزعجة ، وعلى كادر التصوير وباقي الطّاقم الفنّي ، وإن كان التّمثيل يتعلق بالمسرح ، فينطبق عليه هنا مسألة التعوّد على الوقوف أمام الجماهير .
ثانياً : الإلمام بأساسيّات التمثيل وحركة الكاميرا خصوصاً ، وإقناع و ماسك النفس بعدم وجود الكاميرات ، لكي يكون التمثيل أقرب إلى الطبيعة بحيث لا يكون بادياً عليه التصنّع أو الزّيف .
ثالثاً : تقمّص الشخصيّة المراد تمثيلها ، بحيث يتصوّر الممثّل أنّه في الحياة الواقعيّة هو نفس الشخصيّة التي يريد تمثيلها ، فيفكر كما تفكّر ، ويتصرّف كما تتصرّف ، وينفعل كما تنفعل ، ويحمل ذات مشاعرها وأحاسيسها وردود أفعالها .
رابعاً : اختيار الشخصيّات الأقرب تلاؤماً من شكل الشخص وسنه وصفاته ، فمن غير المنطقي أن يقوم رجل عجوز بأداء دور طفلة في التاسعة من عمرها مثلاً .
خامساً : ضرورة التعرّف ولو بمرور الكرام على حياة الممثلين وأدوارهم العديدة ، ويقلد بينه وبين نفسه أكثر الشخصيّات والأدوار قرباً له ، ويواظب على التمرين في كل الأوقات .
سادسا ً: هناك عبارة مشهورة تقول : إن الممثّل الناجح والموهوب هو الذي لا يمثل إطلاقاً ، ومعنى العبارة أن الممثل الحقيقي هو الذي يعيش الدور وكأنه هو صاحب الدور والشخصية التي يقوم بتمثيلها .
ومن الطبيعي فان هناك تفاوت مابين الأفراد في مدى قدرتهم على تطبيق ما سبق ذكره ، ولهذا السبب فإن مجال التمثيل ومساحته تبدأ من ممثل الكومبارس وانتهاءاً إلى دور البطولة ، وأنت وشطارتك.