لا يمكن اليوم إهمال دور الفن إجمالاً في حياة الإنسان، وكل من ينكر دوره هو حقيقة غير عالم بما يجري على هذه الأرض، ولا يعلم حقيقة أن النفس الإنسانية ترتاح وتستأنس بالجمال، والجمال يجسد عن طريق الفن، فهو الوسيلة الأولى القادرة على تصوير الجمال وجعله ملموساً للإنسان، إضافة إلى ذلك فالفن يعبر عن الآراء ووجهات النظر اتجاه بعض القضايا، فمثلاً كم من الأفلام أحدثت تأثيرات كبيرة جداً وعميقة تجاه ما يدور من قضايا وما يتداول من أفكار عن طريق إقناعها للناس بفكرة معينة مغايرة للأفكار التي تنتشر بينهم، ومن هنا نرى حرص الدول المتقدمة على دعم الفنون عمرماً فهو ليس رفاهية كما يظن البعض، بل هو مسؤولية إنسانية قبل كل شيء، فهي مرآة الشعوب، وهي الأفكار المتجلية المترجمة على أرض الواقع على شكل ملموس ومحسوس.
يدخل التمثيل في عدد من الفنون منها المسرحيات والأفلام بشكل رئيسي، كما يدخل ويدمج مع أنواع أخرى من الفنون كنوع فني مساعد أو رافد، يضفي جمالاً على اللوحة الفنية المعروضة. ومن هنا فالممثل هو الشخص الذي يستطيع أن يعبر عن الأحاسيس والمشاعر والأفكار التي تنضوي عليها الشخصية التي يؤدي دورها، بحيث يشعر المشاهد أنه يشاشهد الشخص الحقيقي أمامه وليس أي إنسان آخر.
تطورت النظرة إلى الممثل، فقديماً كان ينظر إليه نظرة احتقار وازدراء فقد كان يعامل معاملة الكذابين، وكان ذلك باتدياً في عدة مظاهر وأمور منها أن شهادته كانت غير مقبولة في المحاكم. أما اليوم فالممثلين قد حصلوا على مراتب عالية لم تتسن لأبرز العلماء، وقد تعدى دورهم الدور الفني إلى أدوار أخرى ولكنها ليست تمثيلية بل حقيقية، فلعب بعضهم أدواراً سياسية، بينما لعب البعض الآخر أدواراً توعوية اجتماعية، وغيرها الكثير. وهم من أبرز المؤثرين على الرأي العام فيب يومنا هذا.
الممثل يكون ناجحاً عندما يستطيع أن يدخل إحساس الواقعية في قلب المشاهد، فالمشاهد يجب أن لا يشعر أن الممثل الذي أمامه متصنع، بل يتوجب أنت يكون تلقائاً في أدائه، وهذا يكون بسبب عدة عوامل أولها امتلاك الممثل للموهبة الحقيقية التي تجعله قادراً على لعب أضخم الأدوار وأكثرها تعقيداً، إضافة إلى ضرورة التددريب المستمر على الدور والتمثيل بشكل عام، كما ويتوجب على الممثل أن يعيش دوره حتى خارج مكان التصوير حتى يظل في جو الدور ويظل ممتلكاً لإحساسه، كما أن توجيها المخرج له أثناء أدائه لهذا الدور لها عامل كبير في نجاح الممثل. وأخيراً يجب على الممثل أن يصقل موهبته بالعلم والمعرفة حتى يعرف تقنيات التمثيل وأساليبه المتنوعة.