من الثوابت الفلكية والفيزيائية في عصرنا الحالي أن الأرض تدور حول نفسها باستمرار، وتدور حول الشمس باستمرار أيضاً ؛ لذا، كان البحث دائماً مستمر عن سرعة ذلك الدوران عند الفيزيائيين ؛ لأنه يحدد الكثير من المعالم المتعلقة بالمواد المجاورة للأرض في تركيب المادة المظلمة، التي بني منها هذا الكون العظيم .
من الملاحظ لجميع البشر، أن السنة الشمسية أو الرومية تسير وفقاً لدوران الأرض حول الشمس، فما أن تكمل الأرض دورتها حول الشمس حتى تنتهي السنة، وكذلك من المعلوم بالطبيعة، أن الأرض تدور حول نفسها خلال أربع وعشرين ساعة، فهي بإتمامها لدورانها يكتمل اليوم، الذي نعيش على أساسه، ونوقت أغلب مواقيت حياتنا على ذلك الأساس .
يعتبر دوران الأرض وسرعة دورانها مسألة مهمة عند الفلكيين، حيث يحدد الفلكيون عن طريق ذلك الكثير من المناسبات المهمة داخل حياتنا السنوية، فمنها يتحدد هلال القمر، وعلى أساسه يتحدد مواعيد الكسوف، ويتحدد قدرة الدوران للأقمار الصناعية حول الأرض، في تلك البيئة التي يحتاج الفلكيون دائماً لتطويرها وتدعيمها، بسبب الدوران المستمر للأرض لتجنب إفلات القمر من المدار ؛ لذلك كانت هذه المسألة مهمة مع بداية القول الراسخ مع القرن العشرين، بأن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، وإبطال جميع المزاعم التي سبقت هذا الإقرار، بأنها ثابتة والكون يدور حولها، والذي كان معتقد بعض الطوائف الإسلامية بنفس الروح التي كانت عند الكنيسة الأوروبية في العصور الوسطى، تجسيداً لبعض الآراء والمفاهيم الخاطئة التي ورثوها، واليوم يؤمن العالم تماماً بأن الأرض تدور ؛ لرؤيتهم ذلك من الأقمار الصناعية، وعن طريق التلسكوبات الفضائية، التي تصور دوران الأرض لحظة بلحظة في الفضاء أو البناء الكوني .
تبلغ سرعة دوران الأرض حول نفسها 1674.66 كيلو متر في الساعة، وهي سرعة كبيرة جداً، ولا نشعر بهذه السرعة الكبيرة، مع أننا محمولين على هذا الكوكب ؛ لأننا فعلياً نتحرك معه بنفس السرعة التي تدور بها الأرض، فحسب نظرية أينشتاين النسبية الخاصة والعامة، فإن الأجسام التي تحمل أجساما أخرى تكتسب نفس كميات التحرك التي تفرض عليها، وبالتالي لن نشعر، لأنه لا يوجد لدينا مرجع خارجي نستطيع الارتكاز عليه، لتحديد تلك السرعة والشعور بها.
أما عن سرعة دوران الأرض حول الشمس، فإن سرعتها تبلغ 29850 متر لكل ثانية، ونستطيع الحصول على هذه القيمة عن طريق حساب فلكي بسيط، حيث نقوم بإيجاد الزمن الدوري، وهو عبارة عن الزمن الذي ستسغرقه الأرض في الدوران حول الشمس، وهو عبارة عن سنة، وهو عبارة أيضاً عن 365.25 يوم، أي ما يوافق 31557600 ثانية، وبمعرفة نصف قطر المدار، الذي هو عبارة عن 150 مليون كم، أي 150 مليار متر ما يوافق 000 000 000 150 متر، وبعملية حسابية بسيطة لحساب العلاقة ما بين الزمن الدوري ومحيط المدار، فإن السرعة تساوي محيط المدار مقسوم على الزمن الدوري، أي فتصبح القيمة مساوية ل 29850 متر لكل ثانية، وهي السرعة التي تدور بها الأرض حول الشمس، مما يعطيها الفرصة لتحقيق دورة كاملة كل سنة .