تعتبر الجاذبية من الأمور التي سلبت وحيرت عقول الفيزيائيين لعقود طويلة من الزمن، فقد كان البحث فيها مهما للغاية لما في ذلك من النتائج الجيدة على اكتشاف أصل المجالات الكهربية والمغناطيسية على الأرض والذي يتأدى فيما بعد إلى استغلال طاقة الجاذبية الأرضية، ولعل البحث كان في أصله عن أصل تلك الطاقة وقياسها بدقة عالية تتابعت في سلسلة كبيرة من علماء الفيزياء والبحث في مضامير ذلك، فكان البحث كبيرا في مجالات الجاذبية وهي تعتبر أحد فروع الفيزياء النظرية الشهيرة والتي يتخصص بها عدد كبير من الفيزيائيين الموجودين اليوم على الأرض.
مسألة الكواكب والجاذبية مسألة قديمة وليست جديدة فقد درس فيزيائيو الفلك مسألة علاقة الجاذبية بوجود الكواكب في الفضاء الخارجي حيث كان البحث في العلاقة بين الشمس كالنجم الذي يحكم حركة الكواكب في المجموعة الشمسية ودوران تلك الكواكب في مدارات ثابتة وعلاقة ذلك بالمسافات التي تقع بين تلك الكواكب والشمس، بل بالمسافة الواقعة بين كل كوكب والآخر، وهذه مسألة لطالما كانت مجال بحث لدى فيزيائي الفلك لمعرفة المسافة التي يتوسع بها مجال الشمس، وكيف يمكن أن يؤثر زيادة المجال أو نقصانه على تأثر الكواكب في المجموعة الشمسية وخصوصا كوكب الأرض الذي نعيش عليه الآن.
لم يصل علم الفيزياء إلى قاعدة حاسمة تحدد إذا ما كانت هناك علاقة بين الجاذبية الأرضية والكواكب المحيطة بها، ولكن الثابت لديهم أن تحديد المدار التي تدور الأرض في مضماره منذ بلايين السنين يتحدد مباشرة بسبب قوة جاذبية الشمس لكوكب الأرض الذي يدور في نفس المضمار التي تدور فيه، وتم تعريف ومعنى الجاذبية الأرضية بأنها علاقة عن كثافة الكتلة المشكلة للأرض بشكل كبير حيث تعتبر الجاذبية الأرضية هي وصول كثافة المادة لحد معين يسمح لجزئيات الكوكب أو النجم في التقارب من بعضه البعض، ويتم تعريفه بعض الأحيان وفقا لتعريف ومعنى نيوتن بأنها طاقة خفية ناتجة عن الأرض لا تسمح للأجسام بالطفو ومغادرة سطح الكوكب بسهولة، ومع اختلاف التعاريف واختلاف النظريات والفرضيات التي تحدد شكل الجاذبية إلا أنه تم تعيين رقم أولي من قبل العالم الفيزيائي نيوتن يحدد قيمة الجاذبية الأرضية ووضعها بأساس أن تكون 9.8 ولكن آينشتاين في النسبية العامة وضع لذلك تناسبا كبيرا مطردا في شرح وتوضيح نظريته حيث جعل الجاذبية مختلفة من جزء إلى جزء آخر على كوكب الأرض واعتبر القيمة التي اخرجها نيوتن خاصة فقط في خط الاستواء ومدار السرطان والجدي ولا تشمل المسافة بين المدارات بسبب قوانيين نسبية اتخذها في تعريف ومعنى الجاذبية بشكل رياضي في نظريته المشهورة.
بغض النظر عن ما ذهب إليه الفيزيائيين في شرح النظرية والتعبير عنها، إلا انه يعتبر لكل كوكب من كواكب المجموعة الشمسية جاذبية مختلفة تماما عن الكوكب الذي بجواره لاختلاف كثافة كل كوكب عن الآخر، ولكن يبقى السؤال مطروقا حتى الآن هل لجاذبية هذه الأجسام تأثير ونتائج مغناطيسي أو فعلي على الكوكب الذي بجواره أم لا؟!