للقمر علاقة وثيقة بالإنسان منذ الأزل، فهو عنوان للجمال تضرب به الأمثال وتكتب عنه الأشعار، هذا الجسم الذي يشع بفضل غيره كان له الفضل على البشرية، فهو منارة تضئ ليل الحيارى، ومعين لا ينضب يلهم المبدعين أينما كانوا،تنظر لسطح الماء إذا استوى فترى على صفحته انعكاسه الفضي الجميل فينساب الهدوء للنفس وتهدأ الروح .
وقد إحتار العلماء في البداية في لغزة ومع توالي الدراسات والبحوث وتطور وسائل المعرفة والتكنولوجيا، اكتشفت أسراره، فهو القمر الطبيعي الوحيد الذي يدور حول هذه الأرض، وهو أكثر جسم لامع في السماء ليلاً، بالرغم من أن سطحه معتم ولكنه يستمد الضوء من الشمس ذلك الجسم البديع الذي ينير الحياة نهاراً .
وقد إستطاع الإنسان أن يطأ سطح القمر لأول مرة عام 1968 م ساعياً لإكتشاف هذا الجرم السماوي عن قرب وتوالت بعد هذا التاريخ البعثات البشرية والمركبات الفضائية غير المأهولة المتوجهة للقمر، ويطرح البشر دائماً الكثير من الأسئلة عن هذا الجرم، ومنها هل القمر ساكن أم متحرك ؟ وتوصل العلماء أن للقمر جرم متحرك وله حركتان واحدة حول نفسه والأخرى حول الأرض .
ويتم القمر دورته حول الأرض في رحلة زمنية تستغرق شهراً يسمى الشهر القمري، ويبلغ عدد أيام الشهر القمري 29 يوماً وأحياناً 30 يوماً، وفي كل ساعة تمر يتحرك القمر بمقدار نصف درجة، وتختلف حركة القمر حول نفسه عن حركة بقية النجوم والكواكب، فبقية الأجرام السماوية تدور حول محاورها في حرية تامة في حين أن القمر أثناء دورانه يكون منجذباً للأرض تابعاً لها، وأثناء دوران الأرض حول محورها فإنه يدور معها .
ويقسم العلماء دورة القمر حول الأرض إلى دورتين الأولى تسمى الدورة النجمية وهي المدة التي يستغرها دوران القمر حول الأرض بالنسبة لنجم ما، أما الدورة الثانية فهي الدورة الاقترانية وهي المدة التي يستغرها دوران القمر حول الأرض بالنسبة للشمس ,كما يتشوش مدار القمر بتأثير ونتائج كل من الأرض والشمس . وتجدر الإشارة إلى أن مراحل القمر المنتظمة تخلق منه ميقاتاً مناسباً بشكل كبير، وهكذا نرى أن القمر بالنسبة للإنسان رفيقاً على هذه الأرض، ويكفي أن يغيب وجه القمر لتدرك مدى أهميته .
وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة المد والجزر التي تحصل على شاطئ البحر، يكون سببها وجود القمر في موضع معين بين الكرة الأرضة والشمس، حيث تتولد حقول مقناطيسية تؤدي إلى زحف المياه على الشواطئ لتتكون حالة المد، أو انحسار المياه عن الشواطئ للتكون ظاهرة الجزر.
من جانب آخر فإن القمر قد إستخدم إسمه كتعبير في الكثير من الكتابات الشعرية والغزلية، بالإضافة إلى إطلاق إسمه من بعض الشباب على محبوباتهم وصديقاتهم وحتى بعض أهلهم سواء في رسائل مكتوبة أو في تغزّلات الحديث اليومي.