الزلازل يقاس منذ زمن بعيد بآلة تسمى السيزموجراف ، و هي عبارة عن قلم رسام مثبت به ثقل (ليحدّ من حركته وفقاً لمبدأ القصور الذاتي) ،و من ثم يدلّى بخيط (حبل) مثبت في إطار مثبت على قاعدة بها إسطوانة دوارة عليها لفافة ورق، وقد كان يعرف بأن زلزالاً ما أقوى من آخر بمقدار إنزياح خطوط السيزموجراف عن الموقع المرجعي لخط القلم في حالة الثبوت.
لقد بقي الأمر كذلك حتى قام العالم ريختر بدراسة تلك الخطوط و من ثم العمل على تطوير آلة السيزموجراف بحيث تصبح أكثر دقة ، و من ثم قام بوضع تدريج للزلازل ، يبدأ من صفر ، وهو حالة الثبات المطلق - والتي قد لا يمكن أن تكون موجودة قط على ظهر الأرض حيث ثبت ان الأرض و في اليوم الواحد تتعرض لآلاف الهزات الدقيقة التي لا يشعر بها أحد - و يتدرج درجة درجة دون تحديد حد أعلى له ، وقد تم وضع ذلك المقياس لدرجات الزلازل عام 1935 ، و قد وجد ريختر أن الفرق بين كل درجتين يعدل 10 أمثال قوة الحركة و 32 مثل الطاقة ، أي أن زلزالاً بقوة 5 درجات تكون حركته 10 أضعاف زللزال بقوة 4 درجات و تكون الطاقة الناتجة عن زلزال بقوة 5 درجات تعادل 32 مثل الطاقة الناتجة عن زلزال بقوة 4 درجات.
مرّ عشرون عاماً تقريباً على إختراع مقياس ريختر لدرجات الزلزال و كانت خلالها معظم درجات الزلازل المدمرة تقع بين 8 و 8.9 درجة ، فأصبح العلماء يفترضون أن أقصى درجة زلزال لن تتجاوز 9 درجات ، فصاروا يعتبرون أن درجات مقياس ريختر من 1 إلى 9 ( تماماً كما يدرج ميزان الحرارة المستخدم في قياس حرارة الإنسان من 35 إلى 42 ، على إعتبار أن ذلك المدى الذي توجد به الدرجة عادة ) ، و لكن في عام 1960 فوجئ العلماء بأشد درجة من درجات الهزات الأرضية تسجلها المراصد، إذ سجلت قوة زلزال ضرب تشيلي علم 1960 ما بلغ 9.5 درجة ،وفي مراجع أخرى 9.6 درجة ، مما حدا بالعلماء إلى العودة بالقول أن مقياس ريختر للزلازل هو مقياس مفتوح.