عرف قديماً بلقب توأم الأرض وقد أعطي له هذا اللقب نظراً لتساوي كلاهما بالحجم والكتلة بالإضافة إلى الكثافة وحيث أن كلا الكوكبين تكوّن في الوقت نفسه ومن نفس السديم ، ولكن هذا اللقب قد تلاشى وهذه التوأمة قد إنتهت بعد أن تمت دراسة كوكب الزهرة عن كثب ، حيث وجد العلماء أن كوكب الزهرة يختلف إختلافاً كلياً عن الأرض فلا تتواجد على كوكب الزهرة محيطات وكما يحيطه غلاف جوي مكون من ثاني أكسيد الكربون في معظمه ولا تجد عليه أثراً للماء ، حيث أن سحبه وأمطاره تتكون من حمض الكبريتيك ويعادل الضغط الجوي على سطحه 92 مرةً الضغط الجوي على سطح الأرض مقيساً بالنسبة لسطح البحر.
وقد تجد بعد الدراسات التي تشير إلى أن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة قبل مليارات السنين كان شبيهاً كثيراً بتعرف ما هو عليه الحال للغلاف الجوي للأرض اليوم ، وتشير هذه الدراسات إلى إحتمالات وجود كميات كبيرة من المياه السائلة على سطح كوكب الزهرة في ذلك الوقت والتي تم وضع نظرية تفسر إختفائها بتبخرها إبان تأثرها بالإحتباس الحراري ، وعند مقارنة اليوم على كوكب الأرض باليوم على كوكب الزهرة نجد بأن اليوم على كوكب الزهرة يساوي 243 يوم مما نعيشه على الأرض وبذلك نجد أن اليوم على الزهرة اكبر من السنة الأرضية البالغة 225 يوم ، ويدور كوكب الزهرة من الشرق بإتجاه الغرب فيرى الناظر من ذلك الكوكب بأن الشمس الزهرة تشرق من جهة الغرب وتغرب من جهة الشرق.
تسميات قديمة :
عرف الإنسان كوكب الزهرة منذ القدم وترجع معرفته إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث أعتبر واحداً من النجوم الأكثر لمعاناً في السماء وظل ذكره راسخاً خلال الثقافة الإنسانية ، وقد تم وصفه ضمن نصوص الكتابة القديمة المسمارية البابلية ضمن جدول ملاحظات الزهر " لأنو وأنليل " ويعود تاريخ الملاحظات إلى سنة 1600 قبل الميلاد أو ما قبل ذلك ، وقد تم تسمية هذا الكوكب عند البابليون بإسم " عشتار " والتي تمثل الأنوثة حيث أن عشتار هو إسم إلهة الحب لديهم .
سبب تسمية كوكب الزهرة :
نأخذ سبب تسمية هذا الكوكب بالزهرة بالعودة إلى كتاب – لسان العرب – فالزُّهره تعني الحسن والبياض, و "زَهرَ زَهْراً والأَزْهَر " أي الشيء الأبيض المستنير ، والزُهْرة تعني البياض النير ، ومن هنا نرى أن إسم كوكب الزهرة يرجع إلى السطوع الذي يتميز به هذا الكوكب .