تعتبر مراحل تولد القمر أو كما تعرف أيضاً بمنازل القمر بالمراحل التي يظهر فيها القمر من سماء الأرض والتي تستمر على مدار الشهر القمري بطوله، إذ يتغير الشكل المرئي للقمر من سماء الأرض بحسب الوقت من الشهر نتيجة لدوران القمر حول الأرض إذ ينعكس ظل القمر على الأرض بزوايا مختلفة مانعةً ضوء الشمس من الوصول إلى أجزاء من القمر ممّا يؤدي إلى ظهور القمر بأطواره المختلفة من الأرض فيما يعرف بالشهر العربي، وترتبط أطوار القمر المختلفة بالعديد من الظواهر والمناسبات والأساطير في بعض الأوقات.
وتبدأ مراحل تولد القمر بالمحاق الذي يكون فيه القمر غير مرئي فيكون قرص القمر مغموساً بشكل كاملٍ في ظل الأرض ممّا يمنع انعكاس أشعة الشمس على سطح القمر وممّا يؤدي إلى عدم ظهور القمر من على سطح الأرض، ويسمى المحاق أيضاً بالهلال الأول أو القمر الجديد، ويرتبط المحاق بنهاية الشهر الهجري وبداية الشهر الجديد كما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحري الأشهر الهجرية وشهر رمضان على وجه التحديد، إذ إنّ ظهور المحاق في أوقات محددة كظهور المحاق قبل غروب الشمس ممّا يعني أنّه لا يمكن أن يظهر الهلال وهو طور القمر الذي يلي المحاق في الأفق قبل غروب الشمس وهو ما يعني استحالة ظهور الهلال في السماء.
أمّا الطور الثاني من أطوار القمر فهو كما ذكرنا الهلال والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً عند المسلمين بشهر رمضان المبارك كما يعدّ رمزاً للمسلمين عامةً في العالم، والهلال التصاعدي يكون في أول الشهر ويكون الهلال مرئياً فيه بأقل من النصف، وتعتبر رؤية الهلال علامة ً على بدء الشهر الجديد كما يرتبط أيضاً بمناسباتٍ مهمّةٍ في التقويم الهجري هما شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وهما المناسبتان اللتان ينتظرهما المسلمون بفارغ الصبر.
وعندما يكون القمر مرئياً بنسبة النصف تماماً يسمى في هذه الحالة بالتربيع الأول، ويليه فيما بعد الأحدب المتزايد وهو المرحلة التي يكون فيها القمر مرئياً بأكثر من النصف ويتزايد إلى أن يصبح قمراً كاملاً تماماً، وعندما يصبح القمر مكتملاً تماماً يسمى بالبدر، ويرتبط البدر بأسطورة معروفةٍ جداً لدى الناس وهي أحد الشخصيات الخيالية إذ يتحول بحسبها الإنسان إلى ذئبٍ عند اكتمال القمر، كما ربط بعض الفلاسفة القدماء اكتمال القمر بأمور أخرى فيقول أرسطو على سبيل المثال أن دماغ والذي يحتوي على كمية كبيرة من الماء يحدث فيه كما يحدث في حالات المدّ والجزر ممّا يسبب حُمقاً عند الناس عند اكتمال القمر، وبعد ذلك يتناقص القمر تدريجياً فيمر في البداية بالأحدب المتناقص ومن ثمّ تربيع الثاني وبعدها هلال آخر الشهر مرةً أخرى حتى يصل في نهاية الشهر إلى القمر المظلم.