الشمس والقمر مصدران أساسيّان للحياة على كوكب الأرض، ولا يُمكن القول بأنَّ الحياة تستقيم على كوكب الأرض من دون الوضع الأمثل والطبيعي لموقعي الشمس والقمر، وكذلك انضباط ظروف حركتهما ومواقعهما حسبما أراد الله بحكمته وقدرته جلَّ جلاله، فكلّ شيءٍ خلَقَهُ بقَدَر وكلُّ شيءٍ عندهُ بحسبان.
وضوء الشمس الذي يُضيء الأرض ويمنج الدفء على هذا الكوكب الصالح للعيش يمكّن المخلوقات من تأدية وظائفها الطبيعيّة، وكذلك حدوث عمليات التمثيل الضوئي في النباتات، وهذا الضوء إذا انحجب عنّا يكون ذلك بسبب ظاهرة فلكيّة تُعرف بظاهرة كسوف الشمس، كما أنَّ القمر هو الّذي يُرينا كيف يكون المدّ والجزر في البحر، وهو يُنير ليلنا إذا أظلمت نجومه، ويعدّ البدرُ قنديلاً نستنير به؛ فإذا انحجب ضوء القمر عنّا فهو أيضاً عائدٌ إلى ظاهرةٍ فلكيّة معروفة تُدعى خُسوف القمر، فما هوَ كسوف الشمس وتعرف ما هو خُسوف القمر.
كسوف الشمس
هي الظاهرة الفلكيّة التي ينحجب فيها عنّا ضوء الشمس كليّاً أو جزئياً؛ حيث إنّ الشمس والقمر والأرض يكونان على مستوىً واحد، فيكون عندها القمر الذي في أوّل شهرهٍ القمريّ وهو المُحاق بين الأرض والشمس، فتستتر الشمس في ظلمة القمر المُحاق، وتختفي عنّا إمّا كليّاً او جزئيّاً بحسب ما استتر عنّا من الشمس كلّها أو بعضها، والنظر إلى الشمس بطبيعة الحال في الأوضاع الطبيعيّة من دون الكسوف يعدّ ضارّاً جدّا، وقد يسبّب ذلك العمى الدائم لمن يُطيل النظر إليها بسبب وجود الأشعة الضارّة من الموجات الضوئية عالية الكثافة أو موجات الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجيّة، ولكن لماذا تتأثّر أعيننا بشكل أكبر عند الكسوف؟
الجواب يكون لأنّ قدرتنا على إطالة النظر وقت الكسوف أكثر من قدرتنا على النظر المُباشر إلى الشّمس في الوضع الطبيعيّ؛ وذلك لأنَّ كمية الأشعة أقلّ وبالتالي فإنَّ حدقة العين لا تصغُر وإنّما تكون أوسع، ولهذا تسمح بدخول جميع الأشعة التي منً المُمكن أن تقضي على المجسّات البصريّة من العصيّ والمخاريط، وتسبّب ما يُدعى بالانسمام الضوئي.
خسوف القمر
هي الظاهرة الفلكيّة التي يكون فيها كوكب الأرض متوسّطاً بين الشمس والقمر؛ بحيث يقع القمر في ظلّ الأرض، وبالتالي ينحجب من ضوء القمر بمقدار دخوله في ظلّ الأرض أو منطقة شبه الظلّ الّتي تجعل من لون إضاءة القمر أكثر خفوتاً من دون أن ينخسف، وخسوف القمر يحدث مرّتين كلّ عام، وعندما يكون القمر في منتصف شهره القمريّ.
وظاهرتا الخسوف والكسوف كان القُدماء يرونها ويلفّقون حولها الأساطير والخزعبلات، وكانوا يقولون بأنَّ فيهما دلالة على موت رجلٍ عظيم وأمرٍ جلل، ونرى كيف أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصفهما بأنّهما آيتان من آيات الله لا ينخسفان ولا ينكسفان لموت أو حياة أحد.