العلم من أهم الأمور التي يجب على أي شخص مهما كان وضعه و مكانته ان يلتفت له، إذا إنه يعمل على تنوير الإنسان و توضيح الحقائق التي تجري من حوله، و من ثم زيادة معرفته و إدراكه، لهذا يتوجب على الإنسان أن يسعى بكل جهده إلى أن يسعى وراء العلم و المعرفة، فهما سبيله إلى السعادة التي يرنو إليها كل ذي عقل، و بالعلم يجد الإنسان قيمته و نفسه، و العلم لا يجب أن يكون سبيلاً للمال، بل غاية العلم يجب أن تكون منفصلة عن كل تعرف ما هو مادي، إذ إن العلم يجب أن يقصد لذاته حتى يستوفي غايته التي وجد لأجلها، و من هنا كان لزاماً على كل الناس ان يقصدوا العلم و أن يطرقوا كافة السبل و كافة الأبواب.
تبدأ رحلة الإنسان مع العلم منذ سنين حياته الأولى، من المدرسة تحديداً، و الطلاب يجب ان يحبوا المدرسة كي يحبوا العلم، و ذلك يكون باتباع كافة الطرق ووسائل و السبل الممكنة لتحقيق ذلك، و على رأس هذه الطرق ووسائل اختيار المعلمين ذوي الكفاءة و القدرة على تحبيب التلاميذ بالدراسة، كما يجب ان يتم التنويع باستخدام الوسائل التي تجمع ما بين اللعب والترفيه، فالصغار لا يحبون الجمود ولا يستطيعون أن يبقوا لفترات طويلة محجوزين دون اللعب و تفريغ الطاقات التي يمتلكونها.
و عندما يتقدم الإنسان في مراحل عمره، يجب عليه أن يدرك ان ما يتعلمه هو لمصلحته اولاً وأخيراً حتى و لو كان ينوي أن يتوجه في حياته إلى الأعمال المهنية، فيجب و مع كل هذا ان يتحصل على الحد الأدنى من العلم الذي يؤهله لإكمال حياته، كما يكون حب الدراسة باختيار التخصص الذي يرغبه الشخص و الذي يبرع فيه، فالانسان لا يستطيع أن يجبر نفسه على شئ لا يرغب فيه، و كذلك الدراسة فهي لا تكون بالإكراه، بل تكون بالرغبة والاقتناع التامين بمحض الإرادة، فمن يرغب بدراسة الموسيقى لن يبرع في الهندسة – على سبيل المثال -، وهناك من يستطيع ان يتعلم العلمين في آن واحد، كما ان هناك من يستطيع أن يتعلم علوماً مختلفة فينال بهذا لقب العالم الموسوعي، فهو كالموسوعة المتنقلة، وهذا اللقب ليس باللقب السهل بل هو لقب يحتاج إلى رغبة عارمة تجتاح النفس الإنسانية في العلم وفي تعلم كل تعرف ما هو جديد، ورغبة شديدة أيضاً في تعلم أنواع العلوم كافة بدون أي استثناء.