في اليوم نصلي خمس صلوات ، وفي كل صلاة نقرأ بعض من السورة القصار والتي محفظها منذ الصغر ولكن هل فكرنا في يوم من الايام في البحث او فهم معاني هذه السور ؟ في هذا التقرير تفسير موجز لسورة الفلق كما ورد في كتاب الطبري .... القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه :
قل أعوذ برب الفلق ( 1 ) من شر ما خلق ( 2 ) ومن شر غاسق إذا وقب ( 3 ) ومن شر النفاثات في العقد ( 4 ) ومن شر حاسد إذا حسد ( 5 )
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد ، أستجير برب الفلق من شر ما خلق من الخلق واختلف أهل التأويل في معنى ( الفلق ) فقال بعضهم : هو سجن في جهنم يسمى هذا الاسم ....
الدليل الشرعي على المعنى : حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا العوام بن عبد الجبار الجولاني ،قال : قدم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشأم ، قال : فنظر إلى دور أهل الذمة ، وما هم فيه من العيش والنضارة ، وما وسع عليهم في دنياهم ، قال : فقال : لا أبا لك أليس من ورائهم الفلق ؟ قال : قيل : وما الفلق ؟ قال : بيت في جهنم إذ فتح هر أهل النار
وقال آخرون : الفلق : الصبح
ذكر من قال ذلك : عن ابن عباس : ( أعوذ برب الفلق ) قال : ( الفلق ) : الصبح وقال جل ثناؤه : ( من شر ما خلق ) لأنه أمر نبيه أن يستعيذ ( من شر كل شيء ) ، إذ كان كل ما سواه ، فهو ما خلق .....
وقوله : ( ومن شر غاسق إذا وقب ) يقول : ومن شر مظلم إذا دخل ، وهجم علينا بظلامه
الدليل الشرعي : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، قال : أنبأنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال : أول الليل إذا أظلم . وقوله : ( ومن شر النفاثات في العقد ) يقول : ومن شر السواحر اللاتي ينفثن في عقد الخيط ، حين يرقين عليها .
الدليل الشرعي : عن ابن عباس ( ومن شر النفاثات في العقد ) قال : ما خالط السحر من الرقى .
قوله : ( ومن شر حاسد إذا حسد ) اختلف أهل التأويل في الحاسد الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شر حسده به ،
التفسير الأول :فقال بعضهم : ذلك كل حاسد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شر عينه ونفسه .
الدليل الشرعي : عن قتادة ( ومن شر حاسد إذا حسد ) قال : من شر عينه ونفسه ، وعن عطاء الخراساني مثل ذلك .قال معمر : وسمعت ابن طاوس يحدث عن أبيه ، قال : العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر ، سبقته العين ، وإذا استغسل أحدكم فليغتسل ...
التفسير الثاني : وقال آخرون : بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية أن يستعيذ من شر اليهود الذين حسدوه ...