سورة الفلق
سورة الفلق هي السورة قبل الأخيرة في ترتيب القرآن الكريم تحمل الرقم مائة وثلاث عشرة وتقع في الجزء الثلاثين، وفي الحزب الستين، يبلغ عدد آياتها خمس آيات يطلق عليها هي وسورة الناس المعوذتان أي اللتان تعوذان الإنسان وتحميانه من شر الإنس والجن ومن العين والسحر والشعوذة.
نزلت المعوذتان معا بعد قصة تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للسحر من قبل رجل يهودي يدعى لبيد بن أعصم؛ فعقد السحر من بقايا شعر رأس الرسول صلى الله عليه وسلم وأسنان المشط وألقى بهذا السحر في بئر يسمى ذروان وكان لبني زريق؛ ونتيجة لهذا السحر اليهودي مرض رسول الله واعتراه الوهن.
لما اشتد مرضه أرسل الله إليه ملكين وكان نائما؛ فقعد الملك الأول عند رأسه وقال للملك الآخر الذي قعد عند رجليه: لقد سحر وذكر له من سحره وكيف سحره وأين ألقى بالسحر، وعندما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذكر للسيدة عائشة حديث الملكين وطلب من كل من: علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وعمار بن ياسر بنزح ماء البئر وإخراج السحر؛ ففعلوا كما أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فوجوده وترا معقودا عليه إحدى عشرة عقدة غرز فيه بالإبر؛ فنزلت سورتا الفلق والناس وكان كلما كرر قراءتها انحلت عقدة من العقد حتى زالت تماما.
تفسير آيات سورة الفلق
? بسم الله الرحمن الرحيم ? قل أعوذ برب الفلق ??? من شر ما خلق ?? ومن شر غاسق إذا وقب ??? ومن شر النفاثات في العقد ???ومن شر حاسد إذا حسد ???، وتفسيرها كالتالي:
- الآية الأولى: ابتدأت بالفعل قل؛ ففيها أمر بالاستعاذة برب الفلق، والفلق هو الصبح لأن الليل ينفلق عنه، وقيل: هو كل ما انفلق عن جميع ما خلق الله من الحيوان، والصبح، والحب، والنوى، وكل شيء من نبات وغيره، وقيل أيضا: أن المراد بالفلق هو الإيماء والإشارة إلى أن الوحيد القادر على إزالة الظلام والظلمات الشديدة هو وحده القادر على أن يدفع عن المتعوذ به كل ما يخافه ويخشاه.
- الآية الثانية: أي التعوذ بالله تعالى من شر كل مخلوق خلقه الله تعالى من الجن والإنس وسائر المخلوقات.
- الآية الثالثة: بعد الاستعاذة من شر سائر الكائنات تليها الاستعاذة من شر الليل إذا أقبل؛ قيل سبب ذلك: لأن في الليل تخرج السباع والوحوش من آجامها وأوكارها، والهوائم من الحشرات والزواحف من أماكنها، وينبعث أهل الشر من الناس في الليل يعيثون في الأرض الفساد.
- الآية الرابعة: الأمر بالاستعاذة من شر النساء الساحرات اللواتي يعقدن السحر وينفثن في عقد الخيوط حتى يكتمل السحر ويلحق الأذى بالمسحور.
- الآية الخامسة: الاستعاذة من آخر الشرور التي قد تحيط بالإنسان وهو شر الحاسد الذي يتمنى زوال نعم الله عن عباده؛ فيصيبهم بالأذى والمرض والموت جراء عينه الحاسدة ونفسه الحاقدة.