يتمتع البشر في الكثير من الصفات التي تعد حكرا عليه وحده وتميزه عن باقي الكائنات، حتى لو ظهرت هذه الصفات في بعض الكائنات الأخرى أحيانا فهي تظهر على أنها تجلي غريب لدى أحد الكائنات وليس بشكل تام غالباً، أي أنها تظهر بنسب معيّنه لا تضاهي تلك التي لدى البشر، ويمتاز الكائن البشري بجمعه لكل الصفات داخل منظمته الشعورية والعقلية وفي بعض الأحيان يظهر أحدها على حساب الآخر، فمثلاً من الممكن أن نجد أن صفة الإيثار موجودة لدى فرد من البشر وفي فرد آخر تتجلى صفة الأنانية، وذلك يعود لعدة عوامل أهمها التربية والبيئئة الإجتماعية الصفات الشخصية التي يصقلها المرء في ذاته ويعمل على تنميتها .
ولقد قلنا عوامل بيئية واجتماعية لأنّ الإنسان عبر التاريخ في مجتمعاته دائماً ما يكون هناك صفات سائدة يشتهر بها مجتمع ما على حساب صفات أخرى . فمثلاً يشتهر المجتمع الألماني بعمليته ونشاطه والتزامه تجاه عمله ومجتمعه، بينما يشتهر الياباني بأخلاقه العالية التي عملت على بناء دولة عظيمة بعد كارثة لا يمكن توقع أن تقوم بعدها دولة ألا وهي الحرب التي تعرضت فيها هذه البلد لظلم هائل أدى إلى دمارها تماماً، عدا عن الزلازل التي تحصل فيها والأعاصير والكوارث الطبيعية بشكل عام، بينما يمتاز العربي بصفات عدة كأي مجتمع آخر منها الإيجابية ومنها السلبية، ويستمد كل مجتمع صفاته من ظروف عيشه ومعتقداته وما يمر به من تجارب تجعله يصوغ قوانينه .
وبما ان العرب في بداياتهم عاشوا في مجتمعات بدوية وصحارى أي أنهم عاشوا حياة صعبة نسبة إلى غيرهم من الجتمعات فقد تربت لديهم بعض الصفات المميزة كالكرم والشهامة والنخوة والشجاعة، وهذه الصفات ظهرت نظرا لصعوبة العيش بحيث إكتشف الإنسان العربي أن عليه أن يساعد غيره ليحصل على المساعدة ويستمر في البقاء هو وغيره، وفيما بعد تم توارث هذه الصفات حتى أصبحت عادات متعارف عليها ويشتهر بها العرب، فمثلاً أي زائر غريب لمجتمع عربي يلاحظ أن هذا المجتمع بالحد الأدنى يمتلك صفة النخوة، وهي عبارة عن صفة يكون فيها الفرد قابلاً لتقديم المساعدة دون أي مقابل ويقوم بنصر المظلوم ولو على حساب نفسه وهي تشابه صفة الإيثار بينتعرف على ما هى بالمعنى الأشمل لها تحتوي على الإيثار والشهامة في نفس الوقت، وهي صفة جيدة يمتدح كل من يحملها ويتم تعزيزها دائماً لدى الفرد .