اشتهر الإغريقين قديماً بشدة حبهم للآلهة ، حيث أنهم كانوا يمتلكون العديد من الآلهة ، وكانوا يطلقون عليها أسماء كثيرة ، فكان لديهم إله مختص لكل شئ ، فمثلاً النهر له آلهة ، والحب له آلهة ، والجمال له آلهة ، والاخصاب والانجاب له آلهة ، وكانوا يدعون هذه الآلهة دوماً ، وعلى حسب اعتقاداتهم بأن هذه الآلهة هي من يوفر لهم الأمور والأشياء ، وكان يعتقدون أن الآلهة كالبشر تتعرض لارتكاب الخطيئة ، وأن لها نزوات مثلهم ، وأنهم يتزوجون وينغمسون في اللذات وأمورالحياة المترفة مثلهم تماماً ،ولكن لم يشهد أحداً ما بأنه رأى هذه الآلهة أو كلمها ، ولكنهم متيقنين بوجودها ن وكانوا يتوارثون هذه المعتقدات جيلاً بعد الآخر .
أطلس هو أيضاً كائن خرافي كان الإغريقين يؤمنون بوجوده ، وأنه كائن عملاق جداً لا يستطيع أن بروه أبداً ، حيث أن الجزء العلوي منه منغمس في السماء فلا يمكن رؤيته ، بل يمكنهم فقط مشاهدة الجزء السفلي ، وأن أطلس مهمته هي حمل السماء حتى لا تقع على رؤوس البشر ، ومن شدة اتساع خيال وأفق الاغريقين كانوا يعتقدون أن أطلس هي جبل أطلس لأنه عالي جداً لدرجة أنك تشعر أن أجزاؤه العليا منغسمة في السماء ، وكانوا يعتقدون أنه إله ولكن حوله برسيوس إبن الإلاه زيوس إلى جبل صخري لأنه لم يعجبه شكله ، فصب عليه غضبه وقام بتحويله بهذا الشكل .
وكما ذكرنا بأن شكل جبل الأطلس هو السبب في تصديق الاغريقين للأسطورة بسبب شدة ارتفاعه ، وأنه من شدة ارتفاعه يغيب في السماء ، فيصعب رؤيته أجزاؤه العليا ، ويمكن فقط رؤية الأجزاء السفلى من الجبل ، واعتقدوا أن السماء مرتكزة على قمة هذا الجبل ، أي أنه لا زال يؤدي الوظيفة التي كانت موكلة إليه وهي حمل السماء .
ويوجد أيضاً في كتب التاريخ لدى الاغريق اعتقاهم بأن الملك هرقل قام بإراحة أطلس من حمل السماء لبعض من الوقت لأنه كان متعباً من هذا الأمر ، وكان ذلك في أثناء رحلته الإثنى عشر ، وحمل هرقل قبة السماء وفي المقابل ذهب أطلس إلى حدائق الهسبريد وقام بإحضار ثلاثة تفاحات ذهبية .
ولكن عندما عاد أطلس ووجد أن هرقل يحمل قبة السماء رفض أن يحملها مرة أخرى ، وأوقع هرقل في الفخ ، ولكن هرقل كان يفوقه ذكاءً فقد استعمل عليه حيلة أنه أصبخ يشكك في مقدرة أطلس على حمل السماء ، وأنه قد أصبح متعباً ومريضاً لأنه يحملها منذ زمن بعيد ، لدرجة أنه لن يعود قادرأ على جملها أو مواجهة أحد ممن قد يتعرض له ، وعندما استفز أطلس هذا الكلام حمل السماء من أجل أن يثبت لهرقل خطأ ما يقوله ، وهنا تحرر هرقل من الأمر وترك أطلس يحمل السماء لوحده ، وطار عالياً في السماء .
وبقي الاغريق يتوارثون هذه المعتقدات السخيفة إلى يومنا هذا ، ولكنها ملعومات خاطئة جداً فكمانعلم بأن السماء مرفوعة بأمر من الله عز و جل ، وليس كما يقولون لأن أطلس يحملها .