اللغة هي طريقة التواصل بين الشعوب والناس من مُختلف المنابت والأُصول، واللغة أو اللسان كما يُسمّيها البعض هيَ السِمة المُميّزة التي يتّصف بها شعب دون الآخر فهُناك على سبيل المثال الذين يتكلّمون اللغة الإنجليزية كالإنجليز والأمريكان وبالتالي فإنَّ اللغة دلّت بدورها على البُقعة الجغرافيّة والأصل، والذين يتكلّمون اللغة العربيّة وهُم العرب من سكّان منطقة الشام والاردن ومصر وأجزاء شمال أفريقيا والجزيرة العربية، وبالتالي فإنّ اللغة تُعدّ رابطاً مُشتركاً يعمل على توحيد أصحاب اللغة الواحدة وتدفع بالآخرين إلى تعلّم اللغات الأخرى ليتمّ التواصل الإنساني على أوسع نطاق.
ومن أبرز اللغات على الإطلاق وأكثرها جزالةً في الألفاظ وقُدرةً على استيعاب المعاني الجليّة هيَ اللُغة العربيّة، فاللغة العربيّة التي تُدعى بلغة الضاد هيَ لغةٌ فضفاضةٌ واسعةُ المدى والبيان، وقد كان العرب سابقاً يتفاخرون بقدرتهم على نظم الشعر وضرب الأمثال والنثر والبلاغة، ومازالَ اللسانُ العربيّ فصيحاُ حتّى اختلطت بالعرب عناصر من العجم الذين دخلوا في الإسلام عصرَ الدولة الأمويّة وبشكلٍ أكبر في عصر العبّاسيين المٌتأخر، حيث أُعجمت الألسنة وتأثّر بريق لغة الضاد فاحتاجَ الأمر أن يقف رجال القواعد لضبط الألسنة وتقويم اعوجاجها وتنقيحها من الدخائل والمُصطلحات التي ليست منها.
ومع وجود قواعد اللغة العربيّة في النحو والصرف، والإملاء، والتشكيل والترقيم عاد ضبط اللغة إلى أصوله وعادت اللغة إلى نصابها التي ينبغي لها أن تكون عليه، ومهما يكُن من أمر فإنّ اللغة العربيّة محفوظةٌ ومصونةٌ ولا تندثر كبقيّة اللغات التي عاشت دهراً من الزمن ثُمّ اختفت. وفيما يلي سنتطرّق للحديث عن أهمية وفائدة اللغة العربية ومكانتها.
أهميّة اللغة العربيّة ومكانتها
حظيت اللغة العربيّة بما لم تحظَ بهِ أيّة لُغةٌ من الاهتمام والعناية، وهذا أمرُ الله نافذٌ فيها؛ لأنّها لُغةُ القرآن الكريم وهذا بدوره أعظم شرف وأكبر أهميّة للغة العربيّة، لأنّ الله جلّ جلاله اختارها من بين لُغات الأرض ليكون بها كلامهُ الخالد الذي أعجز بهِ من كانَ قبلنا ومن سيأتي بعدنا إلى قيام الساعة، ولا يكونُ هذا الإعجاز إلاّ لكون هذهِ اللغة تحتمل ثقل الكلام الإلهي وقوّة الخطاب الربّاني، وممّا يُستنتج من كون القرآن الكريم أنزله الله باللغة العربيّة أنّه لغةٌ خالدة ستبقى بإرادة الله سُبحانه وتعالى.
وأهميّة اللغة العربيّة تكمن بأنّها تقبل الجديد من المُصطلحات وهذا يجعلها لغةً للعلم وليست كما يقول البعض بأنّها تصطدم مع التطوّر التقنيّ وتتعارض معه، وممّا يميّز اللغة العريبة أيضاً هو على جوامع الكلِم، فأنت تستطيع التعبير بأقلّ الكلمات وعبارات بدلالات بليغة لا تُخلّ بالمعنى ولا تُطيل في السرد، وهذه من ميّزات اللغة العربيّة التي أكسبتها هذهِ الأهميّة والمكانة الرفيعة.