اللغة العربيّة
تُعتبر اللغة العربيّة لغةً عظيمة بين اللغات، وتأتي هذه العَظَمة ليس فقط لأنّها من اللغات القديمة الحيّة التي مازالت حتّى يومنا هذا، وإنّما لأنّها اللغة التي كتب فيها القرآن الكريم، فحافظ عليها ومنحها الديمومة والاستمرار. على الرّغم من أنّه قد تعثّر على الباحثين واختلفوا فيما بينهم على تحديد عمر لغتنا العربيّة، إلاّ أنّهم لم يختلفوا بأنّها مستمرّة منذ 1600 عامٍ.
أهميّة اللغة العربيّة
- تأتي أهميّة تعلّم ودراسة اللغة العربية، من أنّها أولاً – وكما ذكرت سابقاً – هي لغة القرآن الكريم، فلا تصحّ العبادة إلاّ بقراءة القرآن والذي هو من أركان الإسلام، ومن ثمّ فإنّ اللغة العربيّة هي لغة واسعة، فيها مفردات غزيرة ووفيرة، وقد نوّه (الإمام الشّافعي) إلى أنّها اللسان الأوسع مذهباً، وأيضاً كثيرة الألفاظ .
- حفظ الإسلام اللغة العربية، وفي ذلك شهادة للمستشرق (جرمانوس) المجري الأصل، حيث وصف الإسلام بأنّه السند الهام للغتنا العربيّة، بحيث خلّدها وأبقى روعتها، وقد حماها من تعاقب الأجيال . ونجد ذلك جلياً إذا ما قارنّاها باللغة اللاتينيّة القديمة، وكيف أصبحت حبيسة المعابد بعد أن أهملها أهلها والناطقون بها، لتصبح لغتهم اليوم غير مستخدمة في الحياة اليوميّة.
- إنّ اللغة العربية لغة غنيّة المفردات، جميلة الصور، رقيقة المشاعر، عذبة التصاوير، سهلة الحفظ، بطيئة النسيان، لها إيقاع موسيقي في اللفظ والكتابة، محدّدة المعاني، وبذلك نجدها تنفرد عن غيرها من اللغات بأنّنا نجد لكلمة واحدة الكثير من المرادفات، إلاّ أنّ كلّاً منها تختلف عن الأخرى بتفاصيل دقيقة .
- كثيرة هي المخطوطات القديمة التي كُشف عنها من خلال عمليات التنقيب وظهرت بأنّها كتبت باللغة العربيّة، ولذلك نجد تدافع المستشرقين وتهافتهم لدراسة وتعلّم هذه اللغة، التي عرفت منذ القديم الكثير من العلوم التي مازالت معتمدةً وتدرّس حتّى أيّامنا هذه .
- نجد في لغات الأمم الغربيّة العديد من الألفاظ المأخوذة عن العربيّة، ليكون قول أحدهم بأنّ اللغة العربيّة هي أصل كلّ اللغات، وهي تمثّل اللغة الأمّ لمختلف الألسن .
- إنّ دراسة اللغة العربية في ضوء أدبها، لهُوَ من أروع الدراسات، ويعود ذلك كما يقول الأميركي ( ان ديك) إلى معجهما الثريّ، وأيضاً إلى استيعاب هذه اللغة لآدابها .
لم تغادر اللغة العربية الحياة يوماً، ولم تنفصل عن مواكبة العصر؛ بل نجدها قائمةً، وما زالت في كل نواحي الحياة إن كانت الثقافية، أو العلميّة، أو السياسيّة، وحتّى في الطقوس الدينيّة، وهي لغة حضارة كانت وما زالت شاهدةً على ما أولاه الأقدمين من اهتمام بها، من قصائد مخلّدة، وملاحم ما زالت تحكي عن تراثٍ عظيم، وبذلك وجب الاهتمام بها وتعلّمها وتدريسها على نحو مشرّف والاهتمام بالأقلام الجديدة التي ترتقي بالذوق العام، وتجعل من لغتنا هي المنبع الّذي ينهل منه كلّ طالبٍ للأصالة والجمال .