اللغة العربيّة
اللغة العربية أو لغة القرآن الكريم ولغة الضاد، كلها أسماء تطلق على العربية والتي تنتمي إلى عائلة اللغات الساميّة التي تتفرع من مجموعة لغات آسيويّة وإفريقيّة، واللغات السامية هي الكنعانية والأكاديّة والصيهديّة والآراميّة والأمهريّة، بالإضافة للعربيّة الفصحى القديمة.
يقال بأنّ اللغة العربيّة أقدم من العرب أنفسهم؛ حيث قيل إنّها لغة آدم عندما كان في الجنة، وكان للتنافس القبلي في عهد الخلافة العباسيّة الأثر الكبير في نشوء هذه الافتراضات والنظريّات؛ حيث زعم البعض بأن (يعرب بن قحطان) كان أوّل من نطق باللغة العربيّة، وزعم البعض الآخر أن النبي إسماعيل عليه السلام هو أول من نطق بها بعد أن نسي لغة أبيه، لكن الدراسات لم تؤكد هذه الافتراضات؛ حيث إنّ موطن يعرب بن قحطان كان جنوب الجزيرة العربيّة، حيث كان يتكلم بعربيةٍ مختلفة لها قواعدها، وفي الشمال عثر في أماكن مختلفة في شبه الجزيرة العربية على كتابات بلغات قديمة متباينة لم يعرها اللغويين القدماء أي اهتمام بحجّة رداءتها.
تختلف هذه اللغات عن العربية ولغة القرآن، بالإضافة لاختلافها عن بعضها البعض، وهذا يدل على مدى جهل اللغويين القدماء لاعتبارهم لغة القرآن هي الأصل، وأهملوا تلك اللغات التي كانت أقدم من لغة القرآن؛ حيث اعتبر البعض منهم أنّ دراسة تلك اللغات تعرف على ما هى إلا مضيعة للوقت والجهد، بالإضافة لإحيائها تعاليم الجاهلية.
أجمعت الدراسات أنّ أقدم النصوص بالعربيّة هو القرآن الكريم، وأن العربية لغة أهل قريش، ومنهم من يرى بأن العربيّة هي لهجة تطورت في مملكة (كندة) في أواسط القرن السادس للميلاد بسبب اهتمام الملوك في تلك المملكة بالشعراء وإغداقهم بالأموال والهدايا، الأمر الذي أشعل المنافسة بين هؤلاء الشعراء، وتوحّد اللغة الشعريّة فيما بينهم، وأكد هذا الأمر عدد كبير من المستشرقين؛ حيث تم ترجيح ما أطلق عليه باللغة العالية، وهي عبارة عن لغة شعريّة خاصة بالإضافة للهجات متداولة؛ حيث اعتبرت تلك اللغة بأنها لغةٌ رفيعة تظهر مدى ثقافة الشاعر واتساع مداركه أمام الملك.
لكن الرأي السائد والمتداول والمعترف به بأنّ أقدم نصوص العربيّة هو القرآن الكريم، والشعر الجاهلي، وعلى الأغلب بأن الشعر الجاهلي دوِّن بعد الإسلام، ويعود هذا الأمر بسبب عدم امتلاك الدارسين والباحثين لأي نسخةٍ أصليّة لقصيدة أو معلقةٍ جاهليّة ليحدّد من خلالها التاريخ بشكلٍ دقيق.
وهناك العديد من الأقوال القديمة التي تتحدث عن أنّ مكة كانت قبلة أو مهوى أفئدة العرب، بحيث كان يتوافد إليها الشعراء لعرض لغتهم على قريش؛ حيث كانت الأخيرة تختار تعرف ما هو جيد لنفسها، وتترك الرديء، ومن هنا كانت الغلبة للغة أهل قريش والتي عمّت شبه الجزيرة العربيّة بكاملها قبل أن يأتي الإسلام، لكن الباحثين لم يعثروا على أي وثيقةٍ أو مخطوطة دوّنت باللغة العربية تعود لتاريخ ما قبل الإسلام، وكل ما وصل باللغة العربيّة دون بعد الإسلام، لكن كانت هناك خمسة نصوص قريبة من العربيّة قد وصلت إليهم ، لكنّها بالعربيّة النبطيّة، وهي لغة محكمة في الأسلوب والقواعد، لكن الكثرة الغالبة من كلماتها تمنعها أن تكون في عداد لغة وعربيّة القرآن.