عيد الأم
عيد ويوم الأم تعرف ما هو إلا بدعة، فكانت فكرة جعل يوم للأم في الغرب أولا، عندما رأت هذه الدول أن علاقة الأبناء بأمهاتهم أصبحت باردة، بحيث لا يعيروهن أي اهتمام، أو حتى مجرد السؤال والاطمئان عليهن، ذلك لأن الدول الغربية تسمح للشاب والشابة بمغادرة المنزل والاستقلال بحياتهم بعيدا عن كنف عوائلهم بعد بلوغهم سن الثامن عشرة، ودون تدخل الوالدين بهم، مما يدفع بهذه الدول أن تخصص يوما للأم في بلادها.
أما في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية فالأم لها كل أيام السنة، وقد أوصى الإسلام بالاهتمام بها في كل وقت وحين، حيث لها الفضل الكبير في التربية والولادة وتنظيم شؤون الحياة الأسرية، ففي مجتمعاتنا تعيش الأسرة في كنف وتحت سقف واحد، لا ينفصل فيها الأبناء عن الأهل، وتربطهم علاقة وطيدة، أما الاحتفال بعيد الأم فتعرف ما هو مناسبة يستطيع الإنسان استغلالها في تجديد العلاقة بينه وبين أمه فإن كان في خصومة معها عليه أن يصالحها ويطلب المسامحة منها.
تاريخ عيد الأم في العراق
يحتفل العالم عامة، والعراق خاصة في الحادي عشر من شهر آذار من كل عام باليوم العالمي للأم، وتختلف مظاهر هذا الاحتفال من دولة إلى دولة، نظرا لاختلاف العادات والتقاليد في هذه الدول، ففي الغرب يحتفلون بطريقتهم التي تناسبهم، وفي الشرق والعالم العربي يحتفلون بطرق ووسائل أخرى.
مظاهر الاحتفال بيوم الأم في العراق
وإن خصصنا الحديث عن يوم الأم في العراق، فإننا نرى العديد من المظاهر الاحتفالية التي تحدث في عيد الأم في المجتمع العراقي، حيث يجتمع أفراد العائلة من ذكور وإناث، المتزوجين وغير المتزوجين للاحتفال بهذه المناسبة، لإعطاء أمهم الحق في هذه اليوم، ولإضفاء يوم سعيد على أيام حياتهم التي باتت تعاني من الحروب الطائفية في كل يوم من الأيام، وعليه وبالرغم من كثرة المحن، إلا أن للفرح عنوانا، وللابتسامة مصدرا، فكان لا بد من فرح قليل، وعيد بسيط ينسيها شيئا من حزنها.
ففي هذا اليوم تحضر الموائد بالأكلات العراقية المعروفة كص الدجاج، والمنسف العراقي وتحضر الحلويات الشهية بأنواعها المختلفة، وتجلب الهدايا الرمزية للأم من ورود وعطور وغيرها من الهدايا، ولكن من أكثر الهدايا التي تنتظر أي أم هو الرضا وحسن المعاملة من أبنائها، فنراهم يضحكون ويتكلمون ويخرج كل واحد منهم ما في قلبه متناسين الحزن، يقبلون يد والدتهم، ويطلبون رضاها راجين من الله أن يمد في عمرها، وأن يجعل حياتها سعادة وتوفيقا من الله سبحانه وتعالى.