عيد العشّاق، أو عيد الحبّ، أو عيد القسّيس فالنتاين، هي عدّة مسمّيات ليومٍ ارتبطت ذكراه بتاريخ الرابع عشر ةمن السّنة الميلاديّة، تنطبع صورةً في أذهان ومخيّلة كثيراً من النّاس بأنٌّ هذا اليوم هو يومٌ مخصّص للاحتفال بالحب وتمجيده وتبادل الهدايا بين المحبّين والعشّاق التي غالباً ما يغلّفها اللّون الأحمر وتبادل الورود الحمراء، والشّوكولاته وما إلى ذلك، وبالرّغم من حقيقة هذا الأمر إلا أنّه مع بداية القرن التّاسع عشر تمّ الإعلان رسميّاً عن هذا اليوم بأنّه عيد الحب ومرتبط بالحبّ ارتباطاً وثيقاً وكانت التّهنئة الأفلاطونيّة بتمنّي عيدٍ سعيدٍ هي السّائدة آنذاك، ومن ثمّ تطوّرت حتّى تمّ تبادل بطاقات تحمل صوراً لملاك الحبّ والذي يكون عادةً بجناحين، وانتقل هذا التّقليد من العالم الغربيّ إلى العالم العربيّ ليغزو العالم أجمع دون إدراك حقيقة هذا اليوم .
تدور القصص والرّوايات والأساطير حول قصة عيد الحب وبالرّغم من تعدّدها إلا أنّه عيدٌ نصرانيّ وثنيّ، بدأ منذ عهد الرّومان حيثُ كان الرّومان يعتنقون الوثنية ونشأت النّصرانية وكانت في بداية عهدها وكان هنالك قسّيس يسمّى فالنتاين قام بترك الوثنيّة واعتناق النّصرانية، وعندما علِم الرّومان بالأمر أمروا بقتله فوراً وعندما أمر ملك روما باعتناق النّصرانية ندموا على قتلهم للقسيس فالنتاين وجعلوا من هذا اليوم عيداً وإحتفالاً بذكراه .
وفي روايةٍ أخرى يقال أنّه كان هنالك قسّيسان في أوج الحرب بروما وشدّتها، وعندما كان يأمر ملك روما بالتجنيد فكان أغلبيّة الرّجال المتزوجين يرفضون الأمر بتاتاً، فأصدر الملك حكماً بنفي الزًواج نهائياً، وكان من شأن هذان القسّيسان ومن بينهما القسيس فالنتاين تزويج الشّباب بالسّر دون علم الملك وكان يتم الأمر بالكنيسة، فعلم الملك مع مرور الوقت وأصدر أمراً بعَدم القسيسين ونفّذ الحكم وجعلوا من هذا اليوم هو تخليد للقسّيسين .
ويُقال أنّ الحب ّالإلهي عند الرّومان كان مقدّساً، فكان الرّومان يقدّسون ويمجّدون آلهة الحب كما يزعمون وكانوا يسمّوها بملكة الآلهة الرّومانيّة وكانوا يتقرّبون منها من أجل الزّواج والحب وربطوها بهذا اليوم .
وفي أسطورةٍ أخرى يقال بأنّ ابنة ملك روما كانت تعاني من المرض فتم إحضار الأطباء لها، دون تحقيق أيّ فائدة، وكان دور القسّيس فالنتاين بأنه قام بشفاء بنت الملك ورد البصر إليها من جديد، فسرعان ما وقعت في غرامه، وأصبحت بينهما قصة حب وعندما علم الملك أمر بسجن القسّيس وكانوا يتبادلوا عبارات وكلمات وعبارات الحب فيما بينهم سرّاً، وكان يُرسل القسّيس لبنت الملك بطاقةً مكتوب عليها عبارة المخلص لكِ فالنتاين، فرُبطت هذه المناسبة بهذا اليوم وجعل عيداً للحب .
وبالرّغم من صحّة الرّوايات أو بطلانها وتعدّد الأساطير والحكايات التي تُروى حول هذا اليوم إلا أنّه وفي عصرنا بات هذا الأمر تقليداً غربيّا بحتاً، له محبيه وله باغضيه فهو أمراً نسبياً يعبّر عن رأي صاحبه فالحبّ لا يقتصر على يومٍ ولا مكانٍ ولا على وردةٍ حمراء ولا على عبوةٍ من الحلوى ولا على بطاقةٍ تحمل عبارة حب، الحب لا يقيّد بوقتٍ ولا زمان وإنّ قُيِّد لعاش العالم بظلامٍ دون حياة .
