الحب
هو عبارة عن مشاعر تتسم باللطف والرقة وتكون نابعة من القلب، ولا يقتصر على كونه بين الرجل والمرأة، فهو موجود في حب العبد لخالقه، وحب الأهل لأبنائهم وحب الصديق لصديقه، وكل منا يرى الحب من منظوره وكيفما أراد، ولكن من يتعمق في الإسلام بشكل عام فهو يعلمه الحب بكافة أنواعه وأطيافه، بصدق ووفاء وإخلاص، وسنتناول في هذا المقال الحب الحقيقي وكيف يكون.
فلسفة الحب الحقيقي
للحب فلسفة غريبة بين المحبين وهو نابع من صفاء القلب ونقائه، وكلما زادت طيبة أخلاقك يحبك الجميع، وهو معدن نفيس لا يقدر بثمن، والحب الحقيقي يتمثل في أن من أحب التمس لحبيبه ألف عذر ومن أحب سيصنع ألف قصة وقصة ويختلق الأعذار ليتحدث مع من أحب، والذي يحبك سيرى أنك إن خرجت من دولتك للسفر، كأن الدولة أصبحت فارغة من الجميع وبقي هو لوحده، وكل الناس غرباء بالنسبة إليه، من يحبك إن ارتويت ارتوى وإن شبعت شبع، ويرى صحتك صحة له، ويرى بسعادتك سعادة له، ويرى بحزنك دمعته هو، ويراك إن بكيت كأن العالم بأكمله قد أغلق وحل به السواد، ونحن إذا أحببنا طغى الحب على كل شيء فينا على قلوبنا وشعورنا حتى على جوارحنا وتفضحه عيوننا، وهذا الحب لا يأتي إلا من القلوب الصادقة النقية، وهو روح القلب وحياة الفرد وهبة من الله.
الحب حياة منك لغيرك وهو عطاء لا توجد به أنانية، كل شيء في هذه الحياة يتوقف إلا هو؛ لأنه يزداد مع الوقت، والحب قائم على العدل وهو وديعة في قلب كل فرد يغرسها في قلوب الآخرين، ومشاعر راقية ترفع الإنسان لمراتب عالية بالخير، وللحب العديد من المفردات والمعاني التي لا تعد ولا تحصى ولا تحتاج للبحث والكتابة والشرح، هي فقط لحظة صفاء بين الفرد ونفسه يرتقي بها بالذات والروح، فهو ثمرة تعتمد على أخلاق الفرد التي تسمح له بالتسلل إلى قلوب الآخرين، ولكن اليوم قد شوه الحب لأنه أصبح لغاية معينة، فهناك أناس يأخذون الحب ويكسرونك ليغيروا ذاتك، ولكنهم لا يعلمون أن القلوب الخبيثة لا تحظى بالحب ولا تؤثر فيه.
والحب هو من اجمل وافضل المشاعر وأروعها وهو شعور نقي لا تشوبه شائبة، وهو رغبة للبقاء والحياة من أجل من نحب ومهما حاولنا التحدث عن الحب لن نستطيع وصف هذا الجمال المنبعث من الداخل، وللحب سمة فواحة تنعكس على الآخرين وتظهر مهما حاولنا إخفاءها.