بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد،
الحج في اللغة هو كما يقول ابن منظور صاحب معجم لسان العرب: « الحَجُّ: القَصْد. « فإذا قيل: فلان حَجَّ شخصًا ما؛ أي أنه قصده في أمر معين. وإذا قيل: فلانٌ حَجَّ مكانًا ما؛ أي أنه قَصَد ذلك المكان، وأراد الوصول إليه. والحج في الاصطلاح الشرعي: هو قَصْدُ بيت الله الحرام، وما حوله من الأماكن المقدسة، في وقت مخصوص من السنة، لأداء المناسك التعبدية التي جاء تعيينها، وتعيين صفتها في الكتاب والسنة.
والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وفرض عيني على كل مسلم، وهو مشروع بإجماع الأمة، ويعتبر من المعلوم من الدين من الضرورة، حيث قال الله تبارك وتعالى: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } [آل عمران: 97]. ويتوجب على كل مسلم أداء هذا الركن العظيم مرة واحدة في العمر إذا كان مستطيعًا وقادرًا على أدائه، وتحققت فيه الشروط اللازمة للحج، ويستحب له أن يكرر الحج مرة أخرى، أو أكثر.
وللحج العديد من الأركان والواجبات والمستحبات، والأركان تختلف عن الواجبات بأن الحج لا يصح، ولا يقبل من دونها، فإن فاته شيءٌ منها فحجه باطل. أما الواجبات فهي الأعمال والمناسك التي لا يبطل الحج بتركها، وإنما يؤاخذ بتركها المسلم، وينتقص من أجره، كما يمكن أن يجبرها بدم ذبيحة يذبحها في مكة، ويوزعها على الفقراء.
وأركان الحج المتفق عليها بين العلماء هي أربعة أركان، وهي على النحو التالي:
وأما واجبات الحج، فللأهمية وفائدة سنشير إلى بعضها على النحو التالي: