بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد،
الإيمان في اللغة مأخوذ من الجذر اللغوي (أمن)، حيث يقول صاحب معجم لسان العرب في بيان معنى الإيمان: « ... والإيمان: بمعنى التصديق، ضده التكذيب ... » فالإيمان في اللغة هو التصديق.
والإيمان في الشرع: هو القول باللسان، والتصديق بالجَنَان، والعمل بالأركان، وهو يزيد وينقص.
فالجَنَان: هو القلب. والأركان: هي الجوارح؛ أي أعضاء الجسم.
فالإيمان هو التصديق بالقلب، والقول والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح. فكل هذه الأمور داخلة في مسمى الإيمان. وهذا هو معنى الإيمان الذي يشمل الدين كله بكل ما فيه من الأعمال الظاهرة، والعقائد الباطنة.
أمّا الإيمان الذي يكون في الباطن، ويختص بالعقائد، فله ستة أركان، وهي على النحو التالي:
وهذه الأركان الستة قد وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم، والذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث جاء فيه أن الصحابه بينما هم جلوسٌ عند رسول الله، طلع عليهم جبريل عليه السلام على صورة رجل شديد سواد الشعر، وشديد بياض الثياب، ثم جلس هذا الرجل عند النبي وسأله عن الإسلام، والإيمان، والإحسان. وموضع الشاهد في هذا الحديث هو سؤاله للرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، وقد أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: « أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. »