الإيمان بالله تعالى
الإيمان بالله تعالى من أسمى الغايات التي من أجلها خُلِق هذا الكون وخُلِق الإنس والجان؛ فالله وحده هو المستحقّ لكافّة أشكال وأصناف العبادة، وهو وحده دون سواه من يستحقّ الإيمان به إيمانًا مُطلقًا لا يداخله شكٌّ أو ريبةٌ أو حيرةٌ؛ فالإيمان في لغة العرب من الفعل آمن أي صدّق واعتقد بالشيءٍ المؤمن به اعتقادًا لا يساوره شكٌّ.
وفي الشَّرع الإيمان هو قول القلب واللِّسان بأنّ الله هو المستحقّ للعبادة وهو الإله لهذا الكون، ويتبع القول العمل باللِّسان- أي العبادات اللَّفظيّة- وبالقلب وهو الاعتقاد واليقين، وبالجوارح - أي العبادات البدنيّة-، والإيمان بالله تعالى يزداد وتعلو منزلة صاحبه بفِعل الطَّاعات، وينقصّ وتدنو منزلة صاحبه باقتراف الذُّنوب والمعاصي والكبائر والآثام؛ ففي مواسم الخيرات كالحجِّ وشهر رمضان يجد المرء في نفسه نشاطًا في الطَّاعة ومثابرةً على أداء الطَّاعات، وبعد انقضاء هذه المواسم تفتر الهمّة وتُرتكب المعاصي؛ وما ذاك إلّا بسبب زيادة الإيمان ونقصانه.
أركان الإيمان
للإيمان ستة أركانٍ وردت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الصَّحيحة، وهي:
- الإيمان بالله: أي الإيمان بأنّ الله هو خالق الكون وكلّ ما فيه من موجوداتٍ، وأنّ الله معنا بعلمِه وإحاطته وحفظه، ولكنّه عزّ وجلّ في السَّماء مستوٍ على عرشه يُدبّر ويصرّف الأمور كيف يشاء.
- الإيمان بالملائكة: هو الإقرار الجازم بوجود الملائكة، وأنَّهم نوعٌ من خلق الله تعالى، والإيمان بهم يكون بما يلي: الإيمان بوجودهم، والإيمان بمن علمنا وأُخبرنا اسمه من الملائكة في الكتاب والسُّنّة كجبريل، وميكال، وإسرافيل عليهم السَّلام، والإيمان بصفاتهم المُثّبتة، والإيمان بمهامهم ووظائفهم كمَلَك الموت، ومَلَك الجبال، ومَلَك القَطْر.
- الإيمان بالكُتب: أي الكُتب السَّماويّة التي أُنزلت على الأنبياء والرُّسُل عليهم السَّلام وتعظيمها وتقديرها من تعظيم مُرسِلِها وهو الله تعالى، وهي: القرآن الكريم، والإنجيل، والتوراة، والزَّبور، وصُحُف إبراهيم.
- الإيمان بالرُّسل عليهم السَّلام: هو التَّصديق الجازم بأنّ الله تعالى قد بعث في كلِّ أمّةٍ من الأُمم السَّابقة رسولًا يدعو أهلها إلى الإيمان بالله ونبذ الكُفر والأوثان والظُّلم والطُّغيان وإحقاق الحقّ والعدل بين النّاس، وأنّ أوّل هؤلاء الرُّسل آدم عليه السَّلام وآخرهم محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وأنّ عدد الأنبياء والرُّسُل الذين جاء ذِكرهم في القرآن خمسًا وعشرين نبيًّا ورسولًا فقط ولكن العدد أكبر من ذلك، وأنّ جميعهم يتّصفون بالصِّدق، والبِرّ، والأمانة، والتَّقوى، والإخلاص، والهِداية، وأنَّهم جميعهم بلَّغوا ما أُرسلوا به.
- الإيمان باليوم الآخر: هو التَّصديق الجازم بأنّ هذا اليوم آتٍ لا محالة، ويتبع الإيمان باليوم الآخر الإيمان بما قبله من الموت والقبر، وما بعده من عذاب القبر أو نعيمه، والنَّفخ في الصُّور، وبعثّ النَّاس من القبور، وتوزيع الصُّحف، ووضع الميزان، والصِّراط، والحوض، والشَّفاعة، ومن ثمّ الجنّة أو النَّار.
- الإيمان بالقدر: هو التَّصديق الجازم أنّ كلَّ خيرٍ أو شرٍّ يصيب الإنسان إنَّتعرف ما هو بقضاء الله وقدره، وأنّه الفعَّال لما يريد.