شبّه الرّسول صلّى الله عليه و سلّم الإسلام بالبنيان القويّ المحكم الذي لا تستقيم أموره و لا تقوى إلاّ بأن يكون مؤسّسٌ على أركانٍ و أساساتٍ متينةٍ كتعرف ما هو حال البنيان الماديّ الذي يصنع في حياتنا الدّنيا ، فإذا لم تكن له أركانٌ و أسسٌ لم يستقيم البناء و كان عرضةً للهدم و التّصدع و عدم مقاومة عوامل الطّقس كالرّياح و الأمطار ، لذلك شُبّه الإسلام بالبنيان المبنيّ على أركانٍ بيّنها الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و ذكرها و أوّلها شهادة أن لا إله إلا الله فهي أول ركنٍ من أركان الإسلام و هي كلمة التّوحيد التي تميّز بها المسلمون عن غيرهم من الأمم بتوحيد الله سبحانه و إخلاص العبادة له ، و تأتي شهادة أن محمداً رسول الله كركنٍ ثانٍ من أركان الإسلام ، فالمسلمون يشهدون بأنّ سيّدنا محمّد أرسله الله برسالة الإسلام ، فكان مبلّغاً عن ربّه و كان نبيّاً كريماً ، و من شهد بتلك الشهادتين أصبح فرداً من أفراد المسلمين له حقوقٌ و عليه واجباتٌ في ظلّ نظامٍ تحكمه الشّريعة الإسلاميّة و تسيّره الأخلاق الحميدة .
و من أركان الإسلام الخمسة إقامة الصّلاة ، فالصّلاة ركنٌ أصيلٌ في ديننا بل هي علامةٌ فارقةٌ بين المسلم الحقّ و غيره ، بل إنّ بعض العلماء قد تشدّد في بيان حكمها و فرضيتها حتى عدّ التّارك لها كافر و إن تركها تكاسلاً انطلاقاً من حديث الرّسول صلّى الله عليه و سلّم ( العهد بيننا و بينهم الصّلاة فمن تركها فقد كفر ، و تأتي فريضة الزّكاة كركنٍ رابعٍ من أركان الإسلام ، و قد فرضها الله سبحانه و تعالى على المسلمين جميعاً تزكيةً لنفوسهم و تطهيراً ، فإذا بلغ مال المسلم النّصاب الذي حدّدته الشّريعة وجبت الزّكاة فيه ، و قد حارب سيّدنا أبو بكر الصّديق رضي الله عنه قبائل العرب الذين امتنعوا عن أداء الزّكاة و عدّهم من المرتدين عن دين الله ، فقال لو منعوني عقال بعيرٍ كانوا يؤدّونها لرسول الله لحاربتهم عليها ، و أخيراً تأتي فريضة الحجّ كركنٍ خامسٍ من أركان الإسلام فرضها الله سبحانه و تعالى على عباده من استطاع إلى ذلك سبيلا ، فمتى توفّر للمسلم القدرة على أداء تلك العبادة وجبت عليه .