الفرق بين القضاء والقدر
اختلفت آراء العلماء في تحديد الفرق بين القضاء والقدر، فهنالك من قال بأنّه لا فرق بينهما، وأن الاثنين لهما نفس المعنى، والبعض الآخر قالوا أنّه هنالك فرق بينهما، حيث إنهم قالوا بأنّ القضاء حكم الله في حدوث الشيء، بينما القدر تقدير الله سبحانه وتعالى للأمور منذ خلق الأنسان على الأرض.
إنّ الله سبحانه قدّر حدوث الشيء في وقته المناسب، وإنّ عدم حدوثه هو قدر، بينما عندما يحدث الشيء فهذا قضاء، فهنالك فرق بين القضاء والقدر كما بينا لكم.
مراتب الإيمان بالقضاء والقدر
- المرتبة الأولى: الإيمان بأنّ الله يعلم بكلّ شيء، ما كان، وما سيكون، فقد جاء في قوله تعالى: " لتعلموا أنّ الله على كل شيء قدير وأنّ الله قد أحاط بكل شيء علماً"، وبهذا بيّنا لكم أن الله قادر على كل شيء وبيده كل شيء.
- المرتبة الثانية: الإيمان بأن الله كتب قدّر كل شيء منذ خلق الكون إلى أن يأتي قيام الساعة، كما جاء في قوله تعالى" وكل شيء أحصيناه في إمام مبين"، حيث قال الإمام عمر بن العاص: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "كتب الله مقاديرالخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة" أخرجه مسلم.
- المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله، فإنّ الله إذا شاء حدوث شيء قال له كن فيكون، وإذا لم يشأ فلن يكون، قال تعالى: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ربّ العالمين".
- المرتبة الرابعة: الإيمان بأنّ الله خلق الكون وحده، كما جاء في قوله تعالى: " الله خالق كل شيء".
الإيمان بالقضاء والقدر مهم، حيث اختلف الناس في موضوع القدر، منذ زمن الرسول عليه الصلاة والسلام حتى زمننا هذا، حيث إنّ الإيمان بالقدر هو إيماننا بأنّ الله قدّر كل شيء.
منزلة الإيمان بالقدر في الدين
يعد الإيمان بالقدر من أركان الإيمان، حيث ذكر القدر في القرآن الكريم في قوله تعالى: " وكان أمر الله قدراً مقدوراً "، حيث سأل جبريل عليه السلام الرسول عليه الصلاة والسلام عن الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، ومما يبن أهمية وفائدة الإيمان بالقدر أنه:
- يربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى، حيث إنّ الإنسان يوكل جميع أمور حياته لله سبحانه وتعالى.
- يطمئن المؤمن بأنّ كل ما يحدث في هذا الكون له حكمة من الله.
- إنّ الإيمان بالقدر يعلم الإنسان بأنّ كلّ ما يصيبه مقدّر من الله.