الوطن العربي
يمتلك الوطن العربي ميزة جغرافية تميزه عن باقي أقاليم العالم، وهي موقعه الجغرافي الفريد مما منحه قوة استراتيجية فعالة ذات نفوذ عال على المجال السياسي قديما وحديثا، وبلغت هذه القوة أوجها في عصر الدولة الإسلامية والتي أخذت بالتدهور مع ظهور الاستعمار الغربي للوطن العربي وانهيار تماسكه وتأثير ونتائج الدول العظمى عليه.
موقع الوطن العربي ومناخه
يقع الوطن العربي في منتصف الكرة الأرضية على الدائرة العرضية الثانية جنوب خط الاستواء، والدارة العرضية رقم 37 شمال خط الاستواء، وبين خطي الطول 60 شرقا و16 غربا، مما جعل الوطن العربي إقليما متعدد المناخ حيث يغلب المناخ المداري في مناطقه الجنوبية والمناخ المعتدل في مناطقه الشمالية مع هيمنة المناخ الصحراوي على الكثير من مناطقه، وقد ساهم التنوع المناخي في الوطن العربي إلى تنوع المنتجات الزراعية فيه.
سواحل الوطن العربي
يمتد الوطن العربي على طول البحر الأبيض المتوسط المفتوح على المحيط الأطلسي، كما يعبر من خلاله البحر الأحمر المفتوح على المحيط الهادي، مما جعله يتمتع بسواحل بحرية ذات أهمية وفائدة عالية من الناحية التجارية، والحضارية، والملاحية، حيث تبقى هذه السواحل صالحة للملاحة على مدار العام نظرا إلى مناخها المعتدل والدافئ، كما تعد البؤرة الأساسية لانتقال نفط الخليج العربي حول العالم.
تتميز سواحل الوطن العربي بكثرة تعرجاتها وتعدد المضائق فيها، مثل: مضيق جبل طارق، ومضيق باب المندب، التي تعد باب الوصول إلى العديد من البحار المهمة، مثل: البحر الأحمر، والبحر الأبيض، والخليج العربي، كما ساهم حفر قناة السويس التي تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط إلى زيادة أهمية وفائدة هذه البقعة من الناحية الملاحية والبحرية، كما ستزداد قيمة بعد الانتهاء من حفر قناة السويس الجديدة المجاورة لقناة السويس الأصلية عما قريب.
الملاحة الجوية في الوطن العربي
ساعد الاستقرار الجوي في أقاليم الوطن العربي، وقصر المسافة الجوية بين القارات عبر الممرات الجوية للوطن العربي، وموقعه المتميز في وسط الكرة الأرضية إلى تشجيع بناء مطارات مركزية تمر عبرها معظم الرحل الجوية العالمية، مثل مطار دبي، ومطار بيروت، ومطار بغداد، ومطار القاهرة.
على الرغم من كبر مساحة الوطن العربي إلا أنه لا يحتوي إلا على ثلاثة أنهر رئيسية وهي نهر النيل في مصر، ونهري دجلة والفرات في العراق ما ساهم في التطور الحضاري والزراعي في هاذين البلدين عبر التاريخ، أما المناطق البعيدة عن مصادر المياه فتعتمد على مواسم الأمطار الشتوية لجمع المياه اللازمة للزراعة والعيش.