مقدمة
لتنمية شخصيتي لست بحاجة إلى مال وفير، ولا إلى فلسفة معقدة، ولا إلى إمكانات متوفرة، ولكن تلزمني فقط الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، لقد تعلمت شيئاً مهماً بعد تخرجي من الجامعة، وأعتقد أنه احسن وأفضل من أي شهادة علمية حصلت عليها، وهو أنّ ثقتي تزداد ليس بسبب نجاحي في حل المشكلات، بل لأنني أسعى لتحقيق هدفي مهما كلفني الأمر، ولا يهمني عدد مرات الفشل.
سوف أقدم لك عزيزي القارئ في هذا المقال إن شاء الله، الما هى اسباب التي تؤدّي إلى انعدام الثقة بالنفس عند الكثير من الناس، ثم سوف نذكر طرق وخطوات التغلب على مشكلة، وما الذي نعتقده بأنفسنا وعلاقة ذلك بعدم ثقتنا.
ما هى اسباب انعدام الثقة بالنفس
- اعتقادك بأنّ الأخرين يرَون ويعرفون نقاط ضعفك، وسلبياتك، وأنت لا يمكنك إخفاء عيوبك منهم.
- قلقك المستمر بسبب سعيك الدائم في أن تكون على احسن وأفضل ما يمكن، ولكن الخوف يمنعك من تحقيق ذلك.
- شعورك بالخجل، والتقليل من قيمة نفسك، وأنك مجرد لا شيء يذكر في هذه الحياة الكبيرة.
- خوفك الدائم من الفشل.
فأكثر ما يواجه الشخص هو شبح الخوف، الذي يلاحقه في كل أمنية أو حلم يريد تحقيقه، أو حتى في كل ما يمكنة فعله، لكن تأكد دائماً بأنّ الخوف الذي يواجهك لن تفلت منه ما دمُت تواجهه بنفس عقليتك السابقة، فإذا كنت قد فشلت في مواقف سابقة –ومن منا لا يفشل-، فهذا لا يعني أنك سوف تفشل مرة أخرى في موقف آخر، هذا التفكير لا يكمن إلّا في عقلك فقط، نعم هناك خصماً ليس سهلاً دائماً يسعى لإسقاطك، ويعرف هذا الخصم بالإحباط، ذاك التفكير الذي يغزو عقلك، يريد أن يقوّض طاقتك الكامنة، يُشعرك بالفشل دائماً، وأنك لست شيئاً، هذا التفكير القاتل يخوض حرباً لإجهاض قواك، ويُريد دائماً إرباكك في اى موقف.
الحل يكمن في إثبات نفسك، وأمّا الهروب منه فلا يزيدك إلاّ خوفاً وفشل وراءه فشل أكبر، لذلك لا تستمع إلى الخوف، الخوف يكمن في مخيلاتنا فقط؛ لأنه يعلم جيداً قوتنا التي تعدت القياس، فهو يريد إثبات العكس لنا، وردّنا الوحيد عليه هو: " أني هُنا، أنا سوف أحقق حلمي، أنا لن أسمح له أن يقف في طريقي أبداً"، وأخبره بأنك سوف تريه أفعالك وليس كلامك، أنت أعظم بكثير من أي خوف يُريد عقلك، فقط توقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية التي لم تحدث أصلاً، وأريد أن أٌخبرك بمقولة مشهورة: (ادفع بنفسك إلى أقصى درجة، فلن تجد من سيقوم بهذا عنك).
للتغلّب على مشكلة الثقة بالنفس
معرفة السبب الرئيسي للمشكلة
علينا أن نتحدّث مع أنفسنا بصراحة حول المشكلة التي نعاني منها، مثلاً هل هناك حادثة أثرت عليّ في الصغر؟ وهل كانت هذه الحادثة بسبب استهزاء الآخرين مني ومن أفعالي؟ وهل بسبب هذا الاستهزاء بي أمام الآخرين نتج عنه عزلة، وفقدان ثقتي في التعامل مع الغير؟ وهل هذا التأثير ونتائج هو مستمر معي إلى هذا اليوم؟ وكثير من الأسئلة التي يمكن أن تسألها لنفسك، ولتكن صريحاً مع نفسك، ولاتحاول إخماد ذلك، ولا تُحمل أحد أخطائك، حتى تصل إلى أصل المشكلة الحقيقية ومن ثم القيام بحلها. لا عليك لا تشتت نفسك، وحاول ترتيب أفكارك، بل واستخدم الورقة والقلم، وقم بكتابة كل الأشياء التي تعتقد أنّها كانت سبب في مشكلة عدم الثقة لديك، فيجب عليك التعرّف على كل الما هى اسباب التي أدت إلى تفاقم هذه المشكلة.
االبحث عن حل
بعد أن تكون قد وصلت إلى سبب المشكلة، ابدأ فوراً في وضع حلول للمشكلة والتي تبدأ في الظهور، كن طبيعياً، ولتتحاور مع نفسك، وحاول ترتيب أفكارك، مثلاً: لماذا لا أسيطر على مخاوفي، وأستعيد ثقتي بنفسي؟
إذا كان أصدقائك أو أقاربك هم عامل رئيسي في فقدانك الثقة بنفسك، يجب أن توقف شعورك بالاضطهاد ليس لأنّ ذلك توقف، بل لأنه لا يفيدك في هذا الوقت، بل يساعد في إفقادك الثقة بنفسك، ويوقف مبادرتك لاستعادة الثقة بالنفس، بل يوقفك في أن تتجاوب مع الغير، وإقامة علاقات رائعة معهم.
اعتقادك بذاتك وعلاقته بالثقة بالنفس
- يقول الكثير من المفكرين، أنّ أهم ما ينتجه هذا الزمن الذي نحياه الآن هو أنّ الشخص يمكنه أن يغير أسلوب حياته إذا ما غيّر معتقداته وأفكاره.
- احرص على أن لا تتكلم بكلام يقوّض ثقتك بنفسك؛ لأن الثقة بالنفس عبارة عن فكرة تولد في عقلك وتتعايش معها، ومعنى ذلك أنّك تخلق هذه الفكرة سواء كانت إيجابية أم سلبية، وأنك تشكلها وتحورها حسب اعتقاداتك بنفسك، لذلك يجب عليك أن تبني عبارات وكلمات وعبارات تشحنك بالثقة ولتزرعها في عقلك.
- لتنظر إلى نفسك على أنك شخص ناجح، يثق بنفسه، وتسمع إلى حديث نفسك جيداً، وقم بإزالة الأفكار والكلمات وعبارات السلبية المُحبطة، وذلك لأنّ انتعاش الروح المعنوية هي مسؤليتك أنت، فعمل على إسعاد نفسك، الماضي هو ماضي وقد انتهى، وأنت قادر على التغيير إلى الأفضل، لتسامح كل أصدقائك، وأقاربك، وجيرانك، فأنت لا تعاملهم بأخلاقهم وجهلهم.
لا تقارن نفسك بالآخرين
يجب أن تبتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين، ولا تسمح لذلك أبداً، حتى لا تزعزع ثقتك بنفسك، وتذكر أنه ليس هناك إنسان كامل في كل شيء، لتركز على مهارتك وابداعاتك وما أنت قادر على فعله، واسعى دائماً إلى تطوير نفسك، ولا تحتقرها، يجب أن تكون أنت هو أنت، لا أن تكون نسخة عن الآخرين، ولتختار مثلك الأعلى التي تقتدي به، واقرأ عن حياته وطريقته وأسلوبه، ولتحرص على أن تقتدي فيه، وتعلم من سيرته.
عوامل زيادة الثقة بالنفس
- قُم بوضع قائمة أهدافك، واحرص على تنفيذها: فإن ذلك يزيد ثقتك بنفسك، ومها كانت هذه الأهداف شخصية، أو أكاديمية.
- تَحمل المسؤولية: لأن ذلك يشعرك بأهميتك، يجب أن تتقدم ولا تخشَ أحد، كما أسلفنا سابقاً الخوف يكمن في عقلك عندما تكون خائفاً، لذلك اقهره بأفعالك، وافعل ما تخشاه، وعندها يختفي الخوف تماماً.
- تحدث مع نفسك بتفاؤل: وبطريقة إيجابية، وليكن بداية يومك مليء بالتفاؤل والنشاط، ولتختار أي الأعمال التي سوف تنجزها لتجعلك في وضع أفضل.
- تنشط واهتم بالثقافة والقراءة: عن طريق قراءة المجلات والكتب، وكلما دخلت في نقاش تضيف إلى ثقافتك، ولأن ضعف المعلومات مشكلة لا تستطيع من خلالها التواصل مع الناس، والاهتمام بالمظهر هو أمرهام، فيجب الاهتمام والاعتناء بالشخصية.
وفي الختام أريد أن أقول : " إن الشخصية القوية هي التي لا يعنيها سجلها الحافل بالإنجازات وعدد مرات نجاحها في الحياة بقدر ما يعنيها ثقتها بنفسها، ولولا الثقة لما حققت أي حُلم أو إنجاز، إننا نعلم جميعاً أشهر العلماء على هذه الأرض، فكان من يوصف منهم بالفاشل والفاسد، إلا أن هذه النماذج وثقت في نفسها ولم تهتم بما يقوله الآخرين عنها، وهذا هو الأهم، لذلك فإن مثل هذه الشخصيات هي التي تقدمت ونجحت في حياتها وحازت على ألقاب عظيمة. فكل ذلك ناتج عن ثقة الشخص بنفسه، مقدرته على الصمود والتحدي."