إنّ النجاح في الحياة والوصول إلى ما تصبو إليه يحتاج إلى الكثير من العمل الجاد والمستمر، كما أنّ الطريق إلى النجاح يكون مليئاً بالعقبات والمصاعب التي تواجه الإنسان والّتي لا يستطيع أن يتخطّاها إلّا إذا كان واثقاً من نفسه، فأنت لا تستطيع أن تؤمن لشخصٍ معيّن على أي شيءٍ ما لم تكن واثقاً بهذا الشخص وكذلك الأمر بنفسك، فأنت لا تستطيع أن تستخدم قدراتك وهذا ما يؤدّي إلى انطلاقها بشكلٍ كبير جداً ما لم تكن واثقاً بهذه القدرات عن طريق ثقتك بنفسك.
ولكنّنا نجدُ الكثير من الناس في هذه الأيّام يفتقرون إلى الثقة بالنفس، وهو السبب وراء قلّة انتاجيّتهم وركودهم في المجتمع، فلا يشكّلون عنصراً فاعلاً ومهمّاً في بناء المجتمع أو في بناء أنفسهم وقدراتهم حتّى، فهم لا يؤمنون بها، وتعدّ قلة الثقة بالنفس مرضاً قديماً تكون بذرته موجودةً في النفس إلّا أنّها تنشط بحسب المجتمع القائم فيه والّذي تربّى فيه الشخص وهو ما أدّى إلى انتشارها وتفشّيها في المجتمعات في الوقت الحالي؛ إذ إنّ المجتمعات الحالية تعدّ بيئةً مناسبة لنموّ هذا المرض في النفس، وربّما يكون هذا الأمر بسبب المظاهر الخادعة الّتي تفشّت في مجتمعاتنا في الوقت الحالي، وهو ما أدى إلى توجّه الفكر بشكل عام والانتباه عن الأمور المهمّة الموجودة في كلّ شخص فينا من المحبّة والتسامح والقدرات الفرديّة الّتي تميّز كلّ شخصٍ عن الآخر إلى الأمور غير المهمّة كطريقة لبس الثياب ونوعيّتهم وأسعارهم وشكل الجسد وهذه الأمور المختلفة.
التخلّص من عدم الثقة بالنّفس
للتخلّص من عدم الثقة بالنفس من المهم في البداية أن تتصالح مع نفسك، وأن تكتشف قدراتك الدفينة الموجودة في داخلك، فتعرف ما تحبّ وما تكره وتعرف طابعك الخاص وبصمتك المميّزة التي تختلف عن أيّ شخص آخر، فتقوم بتنمية هذه القدرات وتطويرها، وهو ما سيزيد من ثقتك بنفسك، وهي أوّل خطوة كي يثق الآخرون بك، كما أنّه من المهم قتل الأفكار السلبيّة والتوجّه إلى التفكير الإيجابي الّذي يؤدّي إلى التطوّر المستمر والنجاح.
كما أنّه من المهم أن تكون وقفة المرء وقفةً شامخةً عند تحدّثه مع الأشخاص فلا يكون مدليّ الرأس، فتكون بذلك واثقاً بشكل أكبر من قدراتك وما عندك من معلومات، ومن المهم قبل ذلك أيضاً التحضير بشكلٍ مستمر فمن لا يقومون بالتحضير لأيّ شيء ولا يقومون بتدريب أنفسهم وتطوير مهاراتهم لا يكونون في العادة واثقين من أنفسهم وذلك لافتقارهم لأيّ أمور تساعدهم على الوثوق بأنفسهم.